الخميس، 20 أغسطس 2015

حدث ذات وجع إنني كنت أختنق، حدث أنني كنتُ مفجوعة حد اللاممكن،مشردة حد اللامكان ووحيدة حد اللاصديق وغريبة حد اللاوطن ، حدث حين ذاك أنني تعثرت بمحبرة ومداد فنزفت بلا توقف حينها فقط عرفتُ أنني كنت أحتاجُ أن أكتب إليك كي أتنفس، أحتاج أن أكتبك كي أعيش لذا أعترف،الكتابة لك ليس سوى فعل أناني أمارسه من أجل البقاء

سؤال : في أي لغة من لغات العالم يمكن أن تكون الكتابة صنوا للتنفس

قلت لي ذات مرة : ما ذا ستفعلين إن مت؟ سامحك الله لم تدرك أن سؤالك كان في حد ذاته موت الآن أعرف أنني منذ تلك اللحظة صرت أكتبُ لكما سويا، أنت والموت

حدث ذات ضياع ٍ أنني أهملت الإعتناء بروحي وفشلت في التمسك برغبتي في تحدي العالم والناس، ضعفت لأني وجدتني أخسر في كل مرة وأعود لذات نقطة البدء، ما إستطعت أن أقف أمام رغبتهم الشرسة أن أتخلى عن ذاتي المتمردة وأن أتلبس من جديد حالة الإستسلام والإستكانة ، فهمت أن العالم يريدني أن أمضي كما مضى غيري بذات الطريق ونفس التفاصيل ، أن أكرر ذات التجارب وأعيش نفس القصص، أعترف، حتى الآن هم ينتصرون وأنا أتقهقر حتى بت أحيانا أتساءل بجدية هل من جدوى للنضال؟

التيهُ في صحراء اللاشيئ هو أسوأ كابوس يراودني هذه الأيام ، آه لم أخبرك إذا ، لا أتذكر آخر مرة نمت فيها ولم أستيقظ على كابوس ،

أعتقدُ أن ثمة صدأ ينمو في أنحاء روحي ويتغلغل بدواخلي، يطارد فلول الضوء و يرفع راياته بكل الأنحاء التي حررتها سابقا من قبضته ، أنا متعبة ، محبطة و يائسة


رفعتُ رأسي أتأمل ميلاد الشمس ثم ألتفتُ لأرى مياه النهر تتدفق في هدوء جميل ، الموعدُ كان أول الصباح والمكان كان على بعد أمتار من مكان أكتشفته حديثا، أقرب ما يكونُ إلى النيل ، وإلى النفس ، خلوةٌ كنت أحتاج لها ، وأنفاسُ فجر كنت أرغب فيه بشدة

المكانُ برمته يبعث أطياف فرح ، والمنظر الرائع يتحد فيه سكونُ الذات مع ضجة الطبيعة ، صمتُ الروح وحديث الأشياء ، متى آخر مرة أنصت فيها للحن السكون إلا من شقشقة عصافير الصباح ، وتلاطم أمواج النيل ، وهبة نسمات الصباح ، و لمسة أشعة شمس”طفلة” تحبو في السماء ، هنا أنت أقرب ما تكون أن تفقد إحساسك بجسدك المادي وأنت تغمض عينيك لتتحد مع هذه اللوحة الفريدة ، هنا أنت أقرب ما يكون لهذه الأطياف النقية ، لهذه البهجة التي تعبق من كل فرع شجرة يتمايل مع النسائم ومع كل موجة تعبث مع أختها ومع كل رفرفة لأجنحة فراش أو هديلٍ لأطيار ٍ تستعد بأمل ليوم جديد ، كأنك فقط هنا ، تنزع عنك رداء الحزن ” المزمن” ، وثوب “الهموم” المتراكمة لتهتف كل خلجة بنفسك ” ما أروع الحياة” ، كأنك فقط تكنس من خبايا روحك كل ” خوف ” من الغد وتلقي من ظهرك كل “قلق” من المجهول .كأنك فقط تنزع عصابة من عينيك فترى-لأول مرة – الطريق أمامك واضحا، محددا و مستقيما ، كأنك فقط تستلقي على غيمة تطفو برفق على غلالة السماء فترى أيامك القادمات أروع مما تصور وأحلى مما تود.

كأنك قسرا تنسى وساوس نفسٍ تجذبك للأرض و تسمعُ فقط رفرفة ” روح ” ترنو إلى السماء، كأنك تتخلص من ” أنت ” الذي لا تريد لتكون ” أنت” الذي تريد ، كأنك تفقد إحساسك بالوقت والزمن فتراك في موقعك و النهار يتلوه ليل والشهر يتبعه شهر ، والعام يأتي بعده عام ، وأنت في ذات المكان ، متحدا مع الأشياء، متفكرا، مغتبطا بسرور لم يسبق أن عايشته ولذة ما حدث أن إستمرت كل هذا ” الدهر “.
كنت تقيس قيمة الأشياء بإستدامتها ، فتجزع لفرح مؤقت وحزن مقيم ، والآن كأنك فقط تتعاظم لديك قيمة اللحظات فتدرك أن الثواني قد تطول أكثر من شهور ، وأن لحظات من الحياة ندرك فيها ” من نحن” وأين موقعنا من ” الكون”، من ” الطبيعة” ومن الأفكار، تتجاوز قيمتها عمرا كاملا نقضيه ، بلا “هوية”، بلا ” قضية” بلا إجابات عن أسئلة ستطرق أذهاننا بقوة طبول الحرب ، مالذي يجعلك تشعر بالسعادة ؟ لأي قيمة تعيش؟ ومالذي يجعلك مميزا بحيث تستحق هذه الهبة..” الحياة” ؟.

لكنه الآن ليس وقتُ الإجابات عن أسئلة ، إنه وقت الإستمتاع بنكهة الخلود ، بصخب المعاني ، بعبيرِ زهرة تنبت من بين شقوق صخرة صماء ، بضوء خافت يغمر الأكوان تسبح معه كل الذرات لبديع السموات والأرض ، بإبتسامات ثغر الفجر و هو يصافح الدعوات التي تنطلق بجوف الليل ل الله المتعال، لدمع ينسكب من أعين نادمة ، وتنهدات بكاء من صدر مثقل بالذنوب ، لتضرعات خاشعة وأكف مرفوعة وقلوب مبتهلة ،

هأنذا أرحل من المكان ، ونشوة رائعة تخالج الروح وتتسرب إلى مساماتها ، تفاؤل صادق يعتري الأحلام فيوقظها من سباتها العميق ، فتتدثر بوعد الرجوع و بهمس لطيف للآذان أن ” الأفضل لم يحدث بعد”

ما قيمة حياة نعيشها إن لم تكن لله


إليك أشتهي الكلامَ ولا أعرفُ من أين أبدأه،

أليك أود نثر هذه الإعترافات ولا أعرفُ كيف تصاغ الأدمعُ الحيرى بقلمٍ من رصاص

إليك ، زمنا طويلا وددت الكتابة فلم أعرف سوى الكتابة للآخرين سبيلا راجيا أن يُخطأ ساعي البريد،كما يفعلُ دوما فيوصلها لبابك

ثم أني قد شُغلت عنك بنفسي، أوقفتني عن المضي إليك مشاغلي، خجٍلا أبوح لك لكني لا أعرف الكذب في حضرة لحظةٍ أكون فيها ميمما وجهي شطر رجائي منك،

لم تكن هذه المشاغل مهمة، لا ولم تكن عاجلة، لا وحتى لم تكن حتى ضرورية، أنا فقط بكل أسف أجيُد التيه عن دربي إليك، أُتقن تضييع كل معالم الطريق نحوك، لا لم أكن ناسيا، لكن

بلى كنتُ حائرا

بلى كنتُ ضعيفا، بلى كنت مُشتتا، بلى كنت أحوج ما أكون لك أليك،

إن رأيتُ أنا هذا الغبار الذي يكتنفني سأدركُ أنه دليلُ تيهي في الدروب التي لم توصلني إليك

أن رأيتُ هذا الشعث الذي يلفُ أطرافي فما هو إلا دليلٌ بُعدي عن الطمأنينة وأنا غائبٌ عن ذاتي، كائنا آخرا ، مسمم البدن، مجروح الكبرياء، أزرت به أفانينُ التدهور في طريق الأشقياء

إليك ما عدتُ أعرف كيف الرجوع ، ولا كيف السبيل إلى رضائك،

غير أن هذه الحسرات في قلبي ..نقية، هذه الأدمعُ في عيني تقية

هذه الأنفاس من بين جوانبي حيرى وهذا الخفقُ بين جوانحي رجعٌ لأمنية وحيدة..أن ترضى

وعدتُك أن أجيئ ولم أحضر، أخلفتُ الميعاد كما أفعلُ دوما، وألفيتُني قابعا في ظل ليلي أبكى حيرتي ، وجعي وذلي،

خيبتي فيً

خيبتي في أمل مددتهُ أنا بطول رجائي فكان أقصر من برهة النور الذي يملأني كلما أذكرك

أنا..فقط ، في دواخلي ، في مكمنٍ ما، أقصى متاهات روحي المبعثرة ، أتشبثُ ببذرة أمل ، برجاء وحيد

أنك ، طالما تُهتُ فقدتني أنت إلى طريقك

طالما نسيتُ فكنتَ أنت من ذكًرتني أنني إليك راجع

طالما كانت كلماتك تهديني من أنفاقِ الظلمة إلى سهول النور

وكنتُ كلما قرأتُ كتابك الكريم أحببت أن أنقطع عن العالمين إلا إياك

كنتُ أود لو أصعدُ جبلا ما ، أنقطعُ في مغارة ما ، فقط لأناجيك

فقط لأبكي ببابك حتى تجف من عيني دموع ومن قلبي دماء

فقط لأغيب عن وعي بالعالم وأصحو على وعي بك

فقط ..لأكتب، لأعترف،ل أنكسر ، لأقوم.. راكعا ساجدا

داعيا راجفا ، ذاكرا..قاعدا واقفا

نهاري شمسُه إستغفار وليلي نوره دعاء

طعامي..صيامي

أنيسي.. حبٌ يحي القلوب ونورٌ يشفي الصدور

وفقط لو أتخلصُ من ” نفسي” ،فقط لو أرمي عن أكتافي” همي”، فقط لو يتركوني لحالي

فقط لو لا أبالي، فقط لو لا أكون “ذاتي” التي حيرتني ، لو لا أكون “روحي” التي غيرتني

فقط لو أموتُ وأحيا، طفلا ..رضيعا

فقط لو ينسى عدوي مكاني..فقط لو ينسى أنه قال يوما ” فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ”

ربٍ..إني كتبتُ على كل صفحات قلبي “فراغٌ”… فراغٌ لن يبلغَ يوما تماما..إن لم يكن أنت من يملأه

فهم يأتون ..يقيمون حينا ويمضون

لكنك..تبقى

هم يحيون حينا..لكنهم يموتون

وحدك أنت حي لا يموت

هم –مثلي ضعفاء- ينكثون عهودهم ، ينسون وعودهم ، يرحلون ويتركوني لأبقى بدونهم

وأنت وحدك لا تخلفُ الوعد،فقط نورك باقٍ بعد كل فناء

هم مهما إقتربوا بعيدين، ومهما ألفتهم الروح يبقون غريبين عني ،

وأنتَ مهما ” أبتعدتُ أنا عنك ” .. قريب

إلهي أنت قلت ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوة الداعي إذا دعانِ”

وإني داعً بقول نبيك أيوب ..” أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”

إلهي… غفرانك



هأنذا أغيب عنكم من جديد ،أخلف وعدي بأن أكون دوما هنا، لست هناولست بأي مكان آخر ،فقط أنا أمارس التيه عن الذات عمدا،لا أكترث لأي شيئ ولا أهتم لأي حدث،هنالك خطبٌ ما بي، خطبٌ لم يبدأ اليوم ولا يبدو أنه سينتهي قريبا.

هذا النسيانُ الدائم للأشياء المهمة وغير المهمة،هذا التشتت في الإنتباه،هذا الإصطدام غير المبرر بكل ما هو حولي ،هذا الصداع المزمن أحيانا، هذه الذاكرة المهترئة التي أصبحت تصنع سياجا كثيفا بيني وبين الماضي..كل هذه الأشياء هل هي طبيعية ؟ هل هي حدثٌ مؤقت له أسباب يزول بزوالها أم هي علةدائمة، هل هي حالة مستقرة أم ستتفاقم وتزيد، أسئلة يدور لها عقلي ويضيق بها صدري.

يحدثُ مؤخرا أن تقع من بين يدي الأشياء فجأة لتنكسر ،أخرج من الباب فُيثقب قميصي حين يبرز نتوء ما في جانب الباب ، أفوت المواعيد، أنسى قائمة المشتروات وتسديد فاتورة الكهرباء أو حتى الرجوع إلى مكالمة فائتة كنت أنوي الرجوع إلى صاحبها، يحدث أن أنسى بعد غياب أشهر معدودة فقط إسم جار لي قريب، أبحدث عنه في تلاليف منطقتي الرمادية عبثا،أحاول جاهدا أن أستخرج الإسم من تلك الأعماق ،لكن الإسم يهرب مني إلى العدم ويضيع في اللامكان

لست أشكو..إنما الشكوى لله لكني أتسائل..مالذي يحدث ؟ ، للأرواح الهائمة هاهنا قنينة عطر وباقة ورد ،قصيدة حب و إبتسامة ود ، عذرا إن كنتم تبتغون مخرجا من رهق الحياة هنا فما وجدتم غير هذا التشظي ، عذرا إن أشركتكم هذا العناء الذي تتعثر فيه روحي ، كل ما هناك أننني أرتاح وأنا أبوح لكم..الرائعون أبدا..لن أكون يوما بقامة تواجدكم المهيب كلما إحتجت أن أنزف


الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

الكتابة لك..وعنك



الكتابة لك داء..مرض مزمن ومستفحل..لكن
الكتابة عنك دواء قصير الأمد ومؤقت

الكتابة حد ذاتها عندي هدف، لكنها حينما تكون لك تمسي وسيلة،أثير بها دهشتك وأثبت بها تفوقي عليك، فقط عند الكتابة أشعر أنني أقوى منك..وفقط على الورق أشعر أنني أمتلك زمام الأمور بعدما كنت فقدته للأبد في زحام تيهي بك

والكتابة أداة طيعة،هادئة ومسالمة، لكن الكتابة لك ثورةبركان ، طوفان بحر،عصف رعود وزمهرير شتاء ، الكتابة لك دوما مختلفة

الكتابة يقين ..والكتابة عنك شك

الكتابة أمان والكتابة لك خوف

الكتابة راحة..والكتابة عنك أرق

الكتابة حد ذاتها بحث عن حقيقة ضائعة، ربما بين الكلمات أو خلف الأحرف أو بين طيات المعاني، لكن الكتابة لك هروب،هروب من الحقيقة ذاتها ما دامت الحقيقة تكشفني بهذا القدر أمامك، الكتابة لك دوما مختلفة

متى أكتب لك ؟ لا أعرف بأي توقيت أمارس هذا التوق السري إلى أحرف تلامس عينيك ، أحيانا يغريني ستر الليل بفضح هذي الأحرف التي تتخذ من الليل متنفسا وأحيانا يوقظني لاشيئ فجرا فقط كي أشرب كوب ماء ثم أحتسي خيبتي حبرا على ورق وأكتب فالكتابة لك دوما مختلفة

أكتب لك ظهرا فلا ملاذ لي من نار الشمس إلا جنة الكتابة لك ،وأكتب لك عند الغروب، تعرف أنت كم أعشقُ الغروب والمطر، هل تعرف فعلا ؟ لست أدري، إن كنت تذكر بالمناسبة ماهو لوني المفضل ؟

شيئ مؤكد عن الكتابة لك، أنا لا أكتب لك وأنا سعيدة ،لا أكتب لك وأنا بحال جيدة، عموما عندوما أكون بخير أنا لا أكتب، لذا إن كتبت لك فإعرف إنني لست على ما يرام، لكن لا ترتكب خطأ و تخلط بين الأشياء، إن كتبت “عنك” فهذا يعني أنني بخير تماما ، بخير لدرجة أنني قررت أن أجازف وأكتب عنك ،تعرف أنا لا أفعل ذلك إلا نادرا…فالكتابة عنك مخاطرة..لا أقدم عليها عن وعي

أكتب لك شعرا، أنا للأسف لا أكتب شعرا إلا حين أكتب لك ، لذا فالآخرون يظنوني خطأً شبهُ شاعرة، مساكين، لا يعرفون أن قريحتي لا تنجب إلا إن كنت إنت ملهمها، ولا يدركوني أن القوافي تضع شرطا مبدأيا أن تكون أنت محورها ، على كل حال أنا كففت عن كتابة الشعر منذ مدة، لاحظت أنني أموت ببطأ حينما أرتكب حماقة البوح لك شعرا..أفضل الآن أن أتلقى لكمة من “جون سينا ” على أن إستبق الموت بالكتابة عنك

حسنا يكفي الآن..فالفجر يوشك أن يؤذن وأنا يجب ان أكتب رسالة أخرى..لك

لمن يقرأون بصمت..شكرا لهذا العطر الجميل الذي تبعثه أرواحكم ،شكرا لهذا الضجيج الجميل الذي تصدره خطاكم وأنتم تعبرون همسا


الاثنين، 17 أغسطس 2015


تبيتُ الليل يا هذا، قرير العين لا أرقُ

وغيرك ساهر العينين ملؤ جفونه قلقُ ؟

فويحي من كلام البدر كل كلامه رهقُ

و يا ويلاه يا أماه، من وصفوا “دواء الحب ” ما صدقوا

أبيت مبللة العينين صبُُ هذه الشرقُ

وهذا القلب أتلفه هوى بلظاه يحترقُ

غريبٌ حاله معها

يبكي حين رؤياها ويدمي حين يفترقُ

فيا رحماه يا وجها يعذبني

ويا مُقلا تؤرقني

ويا جرحا يمثِل بي

ومن وصفوا ” دواء الحب ” ما صدقوا

لن أرسم لك صورة، فأنت في خيالي تحتل الصدر

ولن أكتب لك قصيدة فأنت في ثغري حروفٌ أركب بها قواميس حديثي لكنني لن أكف عن الإنبهار بكِ، فبكِ يا رائع الخطى إكتملت حلقات بحثي الطويل وعندكَ يا نافذة اللحظ أتوقف كي أحكي كم كان المشوار طويلا إليك ثم منك يا لامعة الوجنتين سأشعل روحي لهبا يضيئ ليالي الكفاح القادمات

كنت فيك يا مغرور الأهداب قد كتبت نثرا وشعرا وقصيدا وغررت بكل قوافي الحب والجمال

فالآن يا واثق الفكر ترى كيف أرتمت أوراقي ومحبرتي عندك حين إخترقت عليً محرابي المقدس

فلا بئس إن إعترفتُ أن حرارة جبهتي العالية ليس من أثر حمى أو مرض بل هي حرارة المشتاق إلى صورةٍ كانت في الخيال ولهفة لتمثالٍ من السحر تشقق خجلا حين رأى روعة القبس النوراني المشعشع في جوانبك البهيٍة..فلعل روحي المضطربة قد وجدت أخيرا من تحط عند شاطئه الرحال.

اشتاقني حين اكتب..فحين اكتب انغمس في ذاتي وانسى ما حولي ومن حولي. حين اكتب اخرج من جسدي، انفصل عني فاصبح اخرى غيري. اصبح اجمل واروع وافضل وانبل، امسي واثقة بنفسي مشرقة وساحرة لكن..حين لا اكتب..اضيع واتبعثر، اتيه واتشقق، وقليلا قليلا افارق ذات الكتابة تلك لاصبح غيري. اصبح نفسي التي عذبتني، بالف سؤال وما ريحتني، اصبح اقسى، كصخر وصحراء، اصبح انسى اناي القديمة حيثما كنت امطر فرحا، وحين كتبت الحزن امتدادي، كسيل من النور والحب صاف، امسي غريبة ، واخشى علي، اخشى فراقي، وتبدو ظلال الغروب لعقلي كطيف وداع، ويبدو الشروق كنغمة حزن بناي الطبيعة يوم الرحيل، حين الحروف تصير الحببية وحين الكتابة تغدو صديقه، حرام عليك تقول الحروف..هجرانك، صدك كم الجمال الذي في القصيده، مد السلام واشراق ذاتك قرب الكلام المسجى على جيد هذا البياض كتابه، فعد يا صديقي، اعدني اليك وكن لي ملاذا وحضنا من الشوق والتوق والافتننان.

وأنا يجذبني إليك حنين ُ الأغنيات القديمة، فأتنفس شوقي إليك ، وأحتفي بجفوتي منك ، كأننا كلما إبتعدنا إقتربنا وكلما إقتربنا إبتعدنا ، وأقلب في دفاترٍ الذكريات فأشتم عطرٍ أماكنٍ لم نزرها لكننا حلمنا بها، وأنظر إلى دفق النهر الذي حمل رسائلنا الضائعة فلا أرى إلا بقايا حبر مراسيلنا التي لم تصل يوما لغايتها الأخيرة.
لطالما خفتُ من التذكر ، فلماذا أخافُ اليوم من النسيان، وإلى أين تقودنا الخطى ، وأين تسوقنا الأيام ، على ذات المسافةِ نحنُ فلا أنت إقتربت ولا أنا ، لا أنت إبتعدت ولا أنا تكلمت ، على ذات مسافة التردد و الخوف ، خوفٍ أضاع مننا الغد قبل أن يأتي ، و دفن المستقبل قبل أن يطل

وعلى هذه الحال تبدو أزمنتي ثابتة لا تتبدل بتغير ليلٍ أو نهار ، لا بشروق شمس ولا غروبها ،لا بخريفٍ أو ربيع ، ولأجلك أنا أصبحتُ أخشى الكتابة ، أخاف أن تُعري خوفي أو تفضح مالا يجبُ أن يقال ، كأنك حاصرتني من كل الجهات و حرمتني حتى من سلاحي الوحيد
لذا لي عندك رجاء ، لا تقرأ ما أكتبه، لا تتسلل من بين نوافذ الأحرف لتتطلع على ما تخفيه دواخلي أو تحاول أن تسرق النظرات إلى ما يكنه صدري ، فأنا أود أنا أكتب لنفسي قليلا ، أود أن أحدثها وتحدثني لعلي أصل إلى ما تبغيه هذه الروح الثكلي وهذ القلب الجريح

للذين مروا من هنا فما وجدوا غير أوراق الخريف الجافة ورياحها العاصفة ، أنا أحاول أن أزرع وردة هنا بين حطام الإنتظار و جفاف الأشجار والأنهار ، لأجلي ولأجلكم أحاولُ أن أكتب ، فعذرا لكل من سأل في الغياب ، أنا أحاول أن أفيق بفضلكم ، ساعدوني بدعوات من قلوبكم الخاشعة وأكفكم الطاهرة..ساعدوني لأكتب ..أو لأحيا..



نحنٍ..أنحنٍ أكثرْ..أكثرْ..ملْ إلى الأرضٍ حيثُ ولدتْ
دعْ لرائحةِ الترابِ مكانا في رئاكْ ..ثم
براحتيكَ مسْ ذاك التراب ثم
بركبتيكَ..أنخْ من التعب الطويييييييييل
قربْ أليها..إلى الأرضٍٍ
أُدنُ..إهبطْ وكلما هبطت إرتفعت
وكلما نزلت علوت
دعْ كل الأٌفقٍٍ يضيقٍُ لشبرٍٍ من تراب
أما زلتَ تقتربْ..أما زلت تدنو
إذا
دعْ جبينكَ بلطفٍِ يعانقْ هامة الأرضٍٍ الطهورْ
وبمحاذاة المنكبين..يداك ستسندان لئلا تقعَ من عبْ ثقيييييل
ثم..
ماذا هناك؟ بداخلك
همُُ قديمْ..مالُُ ربما يأتي ..أو فتاة لا تعودْ ؟ ..لا
ليس ذاك المقصود..إذا ..إرتق أكثر..أقصد..إقترب أكثر
إلى الأرضٍٍ
بعضٌ من الأمس القديمْ؟..شيئ من ظلال الأمنيات ؟..لا
ما وصلتَ بعدُ ما وصلت..
إقترب أكثر..وإن كان بدنك ليس يعرف بعد هذا إقتراب
دع لروحك -بعد هذا-الأغترب
أفترب أكثر ,,أو أغترب ثم أنصت في خشوع؟
ماذا هناك؟..أصواتهمْ..لا..صوت صدركَ..لا..رجع نبضك..لاااا
ماهذا هو المقصود ب…الطلوع..
ماهو المقصودُ أبدا أن تظل أسير ما بين الضلوع..لذا
أنصت إذا أكثر..بتروٍٍِ واهتمام
أنظر بإذنيك وأستمع نورا سيغشى ناظريك
ماذا امامك؟

بعضُ نور يختفي حينا وأحيانا يعود؟
إقترب إذا أكثر..
الإسراء كان
والمعراج كان
الآن فقط أوان..الرؤية
لإن كنت ترى ..فقد رأيت !
وإلا فاقترب أكثر..أكثر ..حتى السجودْ

   
الليلهَ..
هِيَ شَهْقَه أَلَمٍ صَامِتَهْ هِيَ نَظَرَةٌ شَارِدَهْ بَاحِثَهْ هِيَ أَسُئِلَةٌ حائِرَهْ هِيَ ذاكِرَةٌ كَاذِبَهُ هِيَ دمعَةٌ خفيَهْ هِيَ لَيْلَةٌ ظالِمَهْ ..!



لمّ اَعُد اَثِقُ بِ الوَعُودِ اَبداً لِ ذلِكَ لاَ تُتعِب نَفسُك معَ عَقلِيٌ قَدِمّ مَا لدِيكَ مِن ثَرثَرةُ ثُمَ اِرحَل ..


الجمعة، 14 أغسطس 2015

تأكد بأنه إذا أحبك مليون فأنا معهم 
وإذا أحبك واحد فهو أنا
وإذا لم يحبك أحد فاعلم أنني قد مت
ستذكرنــي اذا عاشــرت غيــري
وستبكي على عشرتي زمنا طويلا


الحوار الراقي .. هو مناقشه هادفة بين شخصين أو عده أشخاص بغرض الوصول الى رأي معين يتفق عليه الطرفان بأستخدام أسلوب حوار راقي .. وهادي .. وهادف .. دون الوصول للنزاع والخصومه .. أو أستخدام أسلوب الجدال والخروج عن أسلوب الحوار الطبيعي ..

بعض البشر يمتلكون أسلوب راقي فـ الحوار .. لديهم أسلوب متفرد عن غيرهم فـ الكلام .. ذو خلق دمث ..الوقت يمضى سريعا معهم وكل ذلك بسبب متعه الحوار معم .. وقدرتهم على أيصال المعلومه لنا سريعا
تمنياتي أن ترتقو في مستوى تفكيركم..

وأحسنو الظن بمن تحادثون..
فـ ليس كل من يسألكم عن أحوالكم بمعنى انه يُريد زوال نعمتكم..
.
.

فلربما خبأ لهم المولى خيراً مما رزقكم..
.
تتعمد أستفزازي بالكلام وأنت تعلم يقينا بأني عندما أفقد أعصابي أهلوس بالكثير من الكلام ..
وأحيانا أتمادي وأتلفظ بعبارات لم أقصد معناها ولكن أستفزازك يجعلني أجن ..
تنقلب شخصيتي وأهلوس أكثر .. ثم تقول هكذا أنتي لم تتغير طباعك ..
الان تقبل كل كلامي فـ هذا جزاء أستفزازك لي ..
لن أعتذر .. ولن أطلب مسامحتك .. فقد جنيت على نفسك ..
سأتجــآهل الظـلآم وسـأجري نحو أحـلآمي المبـعثـره
ألمـلمهـآ وألـملـم نفسـي وأعيــد رســم حيــآتي..
سـأكســر البـروآز بـعد أن شـوهتــه قســوة الآيــآم سـأرسـم صورة أخرى
وبـروآز أجمـل ..
سـأتجـآهل الأيـآم وسـأتـجـآهل الأشخـآص.. لـن أرى غيـر الجمــآل بالأروآح ..!
أحـلآمي أسمـى من أن تبعثـرهـآ الأيــآم ..
وروحـي أسمـى من أن تضـيـع بين الأشخـــآص ..



لا تحزن عندما تعلم بأن تعبكـ ذهب سدى بمرور الرياح ..

فتأكد بأن هناك دائماً من هو مُعجب بك !

بإستمرارك وأصراركـ على ماتُريد..

فهُناك دائما ضوءً بنهايه الطريق ..


الأربعاء، 12 أغسطس 2015

بعض البشر قد تكون ولدت بقلوب قاسية عديمة المشاعر الحقد يأكلهم من الداخل .. كنت أدافع عنهم وأقول أنتم أصحاب فكر مريض .. مع الايام اتضحت ملامح الصوره أكثر .. من كنت أدافع عنهم أصبحوا ذو عقل مريض وقلب قاسي ودوافعهم الوسخه تظهر بالتدريج ..سبحان الله بعض العقول تلوثت .. فـ يارب أحفظنا من هذا التلوث ..

الجمعة، 7 أغسطس 2015

~°~°~زيـديني عِـشقاً ~°~°~

زيـديني عــشـقــا زيـديني
.
.
.





كنت أكتُبُ شيئاً من كلمات نِزار في دفتر مُلاحظاتي

(زيديني عشقاً زيديني)

فَسُئلتُ من أحدهم لمن تِهدين تلك الأغنية ألِحبيبٍ قادم أم أخرَ راحل 

فأجبت هي ليست لِرجِل ولن تكونَ يوماً لهُ أنا لا أعلمُ

لِمذا كُلُ حرفٍ تكتُبه حواء لابُد أن يكونَ لأدم ! 

ولماذا كُل أدم لابُد أن يكتُب لـ حواء !

أنا هُنا أكتُبُ لطبيعةِ الغناء

لِذلك الطير الذي حلقَ وحيداً واختفى بينَ سُحب


لدمعةٍ ذرفتُها في الخفاء

أكتُب للوطن الحريح .. للعروبةِ الضائعة .. لِحُلمٍ لم يكتمل 

أكتُب للجميع .. و للجميع وليس لـ أدم نصيبٌ من حروفي

أتظُنني لا أملِكُ شيئاً سِواه

أتُراه لا يملكُ شيئاً جميلاً يكتُبه إلا لها


"عُذراً قارئ النص"


إنما أنا قُلت زيديني عشقاً زيديني

لِتلك التي إذا ما نَظرتُ لعينيها شَعرتُ بالأمان

لِتلك التي اذا عجزت عن البوح اكتفيت بِأن أهمس بإسمها

"عُذراً قارئ النص "

إني كتبتُ اليومَ لها وحدها .. وحدها

زيديني عِشقاً يا "أمي"

ودعيني أكتِب لكِ نصاً أترجِمُ به مشاعِري


~°~أُحـِــبـُـــــكـَـــ~°~


عدد حبات المطر احبك 
عدد همسات الماء احبك
احبك بما في الكون من هموم 
احبك بما في الليل من نجوم
ما في عيون الغيمة من دموع
احبك ...وحبي صامت كضوء الشموع
احبك بعدد اوراق الشجر
بعدد ساعات الانتضار
احبك بعدد سنوات العمر 
بعدد حروف الحب المدونة على جبين القمر
احبك ...وهل يتعب الصباح من تقبيل يد الارض
هل يمل الليل من نجومه
احبك والصوت المجروح في قلبي اقوى من الكلام
يجوز ان تقف الارض عن الدوران 
يجوز ان تتعب الشمس من الشروق والغروب 
وانا لن اتعب من حبك
لا يمكن ان انسى لون وبريق الحب في عينيك
احبك والنبضات في قلبي صارت طبولا 
تعلن لحضات الفرح كلما التقى حبيبان
وضحكات عيني صارت رسالة حنين 
الى كل العاشقين

الجمعة، 31 يوليو 2015




أولى خواطري التي قررت أن أحتفظ بها:
حبيبتي الوحدة

في ليلة من ليالي المظلمة وقفت أتأمل السماء باحثة عن القمر عله يواسيني فأحسست بآهات دامية تخرج من فؤادي بعد أن تجولت في قلبي وأعادت لكل لوحة من لوحاته ماضيها الأليم، وفي كل خطو من خطواتها البطيئة ابتسامة كنت قد رسمتها عنوة على شفتي لأمنع كلمات الحزن من الخروج

تأملت كثيراً ولكنني لم أجده فيئست لأنني اعتدت على رؤية أبواب الأمل تغلق في وجهي بعد أن كانت مفتوحة لكل راغب في دخول قصورها

..بحثت مرة ثانية ولكنني أحسست بنسمات باردة توقظني من شرود ذهني وتنسيني ما كنت أفكر فيه ودعتني للحديث معها

تجمدت في مكاني ولم أنطق بكلمة واحدة لأنني نسيت كل الكلمات، ألححت على ذاكرتي لتسعفني ببضع الكلمات علها تنقذني من ذلك الموقف ولكنها كانت مصدومة مثلي تماما

.أيعقل أن أتبادل الحديث اليوم مع الرياح الباردة التي لا تحمل في طياتها إلا الألم والحسرة والذكريات المريرة

…فكرت ملياً فوجدت نفسي أنتظر بلهفة من يدعوني لمشاطرة آلامي فلمَ أضيع هذه الفرصة ؟؟

..فربما هي أيضاً تريد أحداً يستمع إليها لتبوح بآلامها التي هي سبب في برودتها

.هبت نسمة أخرى وكأنها تلح عليّ للمجيء معها إلى عالمها ولكنني هذه المرة قبلت دونما تفكير

في غضون ثواني وفي لمحات البصر حملتني لأرى نفسي في غرفة متواضعة في وسطها منضدة خشبية صغيرة وضوء خافت لا يكاد يضيء شيئاً من ظلام الغرفة الدامس

نظرت حولي فامتلئت رعباً وشعرت بكلمات الندم تجول في رأسي وهي تلعن هذا القرار الذي اتخذته معترضة على خروجي من ظلام أفكاري إلى ظلام حقيقي لا مجال للهروب منه

……ولكن لم يعد هناك فائدة للندم فلم يكن بوسعي سوى الجلوس على تلك الطاولة والانتظار

وما كانت سوى لحظات معدودة حتى جاءت وجلست أمامي ولكنها لم تأتي كنسمات باردة وإنما جاءت كشبح أخرس، وكان كل ما حولي ينطق بدل عنه

!!شعرت حينها وكأنها حفلة للاعتراف مقامة على شرفي حيث لا يقدم فيها سوى الصراحة

….أنصت فسمعت همهمات الحيطان وهي تحكي قصصاً عن العذاب والأرض تتحدث عن الألم

فجأة ساد صمت رهيب، رهيب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني الرعب وقد كان هذا الصمت كفيلاً لأن يجعلني أنطق كلماتي الأولى في هذه الحفلة

بدأت بكلمات قليلة لا تفهم معانيها وبعدها أصبحت أتكلم بطلاقة أكبر وكلمات ضعف حماسي وقلّت كلماتي كان الصمت المحيط بي يدفعني لقول المزيد

حتى شعرت برائحة الياسمين تتسلل إلى قلبي وتدغدغ ذكرياتي لتجعلني أفيض بمزيد من الكلمات

ومع كل كلمة أتفوه بها تزداد رائحة الياسمين انتشاراً حتى جعلتني كطفلة ضلت طريقها وأخذتني لحلم سعادتي وأذهلتني حين حدثتني عن أسرار قلبي فجعلتني أمامها كصحف جفت أوراق معانيها وأوصلتني بأحلامي إلى القمر

بعد ذلك اعترتني موجة من الصمت البليغ وقد كانت الغرفة مليئة بعبق الياسمين الذي رحل فتركني بنشوة الحلم ذاك الحلم التائه، شعرت هذه المرة بسعادة مختلفة تختلف تماماً عن سعادتي التي أستمدها من أحلامي السابقة مع القمر، ربما لأنني في هذه المرة قد ضممت إلي صديق جديد

صديق كنت أعرفه حق المعرفة لأنه كان موجوداً قي نهاية كل حلم من أحلامي، ولكنه لم يخطر ببالي مرة أن أجعله صديق بل كنت دائماً أعتبره سبباً في فشلي بالحياة الواقعية وعودتي إلى قوقعتي لأرجع إلى أحلامي الوردية

…في هذه المرة أحسست بمعناه في حياتي وأحسست بأنه فعلاً صديق لي فدائماً كنت أراه في أشد حالات بأسي وحزني حين لا أجد أحدا

…كنت أراه في معظم أوقاتي

…فكنت أرى الوحدة



تلقيت صدمة غيرت كياني

زلزالاً هز أفكاري

إعصاراً شرد أجزاء قلبي

لأستيقظ من غيبوبتي وأشهد فقدان مرساتي وأرى شموعي وهي تنطفئ

الآن أحاول أن أفهم

ســأســــافـــر

لم يبقى سوى نصف ساعة حتى أترك هذا العالم!

فأنا على موعد هام أعتقد أن سينسيني حياتي السابقة

وسينسيني جميع صفقاتي الخاسرة التي خسرت فيها كل ما أملك فأصبحت الآن مجردة حتى من الأحاسيس التي تعتريني

وأعتقد أيضاً أنه سينسيني كل عملائي الخائنين الذين لم يكن لهم دور سوى في ملئ قلبي بالضجيج وزيادة نسبة الكسور في حياتي

سأمزق كل حياتي الفاشلة الي نسقتها علها كانت تنفعني في إرضاء الطرف الآخر وسأحرق جميع سنداتي التي جعلتها هبة لمن وثقت به

وسأترك الغبار يكسي طاولتي التي طال ما استقبلت عليها أناساً استخسروا لأجلي الشفقة على حالي

وسأغلق مكتبي للأبد

لأنني لم أعد أرغب ببيع قلبي مقابل الحب الذي حلمت فيه لسنين طويلة

تكفيني تلك السنين التي عشت بها أبني أحلامي من أوهام وأجعل ثقتي بيد كل من يطلبها

ومنحت قلبي لكل من أراد أن يستدينه حتى لم يعد قابلاً للاسمتعمال

حتى صبري تبرعت به لصالح تلك الجمعيات المفترية والمدعية بمساعدتي بعدها

فلم يبقى لي الآن سوى حطام قلبي الذي كسر ورماد أحلامي التي أحرقت عنوة بنار الحب اللعينة

لقد جعلوني أكره الحب وأنا من جعلته بيوم من الأيام شعاري

وجعلوني أخاف من المستقبل وأنا التي كنت أتفائل به لغد أفضل

لم أتوقع يوماً أن هذه المهنة تعني استقبال الكثير من الهمجيين ومشاهدتهم وهم يحطمون الذكريات الجميلة التي تبنى على أساسها الأمال

دون التجرؤ على اعتراض طريقهم أو النطق بكلمة واحدة

لم أعلم أنني بهذه المهنة سوف ألتقي بكل المنافقين الذين لا يعرفون سوى حب الذات

ولم يخطر ببالي أنني هكذا أفتح مكتبي للذين لا يستحقون رؤيته حتى وعندما يأخذون كل ما لدي تنتهي مهمتي

ولكنني الآن سأسافر

قبل أن يأخذوا كل شيء

سأهرب وآخذ معي آخر ما تبقى لي من هذا الحطام

سأسافر إلى عالم بعيد جدا

بلاد لا يعرفها أحد

سأكتشفها بنفسي وأعيش بها لوحدي برفقة بقايا ذكرياتي

علني أجد الهدوء لأعيد قلبي كما كان قويا

لكنني هذه المرة لن أغادر مكاني أبدا

ولن أعرض على أحد شراء قلبي

ولن أعمل بتلك المهنة البغيضة

أريد أن أعيش في غربتي دون أن أرى أحدا

علني أعيش في جزيرة منسية

يحيط بها بحر الموت وتزورها طيور الجحيم

مليئة بأشجار مظلمة

أريد أن أنام بجو غريب

أريد أن أعيش كالمجنون فأنا أعشق الجنون

ولكنني سأعيش جنوناً هادئاً وحيداً لا أسمع فيه سوى أصوات الحزن والحسرة




وصفوني بالجنون

ووصفوني بالمريضة النفسية

وألصقوا بي تهمة الكذب

لكنني أريد أن أقول أني

أجد سعادتي في حزني

جنون في منتصف الليل

لدي سؤال يحيرني منذ سنين ولم أجد الجواب الشافي

سؤال شغل كل تفكيري وبنيت على أساسه كل أحلامي

هل هناك من يعرف معنى السعادة مثلما عرفته؟؟

هل هناك من وجد معنى الرضا مثلما وجدته؟؟

هذا هو السؤال الذي سيجيب عن كل أسئلتي الباقية

ضاعت مني كل أحلامي وأمنياتي التي حلمت بها

لقد اندثرت وغادرت بسرعة كإعصار همجي لا يدمر سوى الدمار ولا يميت سوى الميت

لقد أصابني رغم إصابتي وأماتني رغم موتي فحزن عليّ الحزن وأشفق علي

لمَ جاء هذا الإعصار الآن؟

لمَ أفاقني من غيبوبتي؟

لمَ شفاني من أحلامي المستحيلة ؟

لمَ حررني من قيودي؟

لقد محى كل الكلمات المؤلمة التي كنت أكتبها وأضاع كل أغاني الحزن التي غنيتها في غيبوبتي

لمَ كل هذا الإجرام؟

ألا يعرف هذا الإعصار الرحمة

ألا يعرف أني أعيش كالمجنون؟

ألا يعلم أنني أعشق تلك القيود التي حررني منها

لقد بذلت أياماً وسنيناً لأتقيد بها

لقد كانت قيود مصنوعة من طيوف عابرة

جمعتها في ذاكرتي ثم صنعتها أجمل قيود عرفتها لأتقيد بها حتى لا أخرج من نطاق من عذبني وترك تلك الجروح في قلبي

لقد أردتها حقاً! فقد كانت الشيء الوحيد الذي يربطني به الآن لأنه لم يترك أي رسالة ولا أي ذكرى

حتى نظراته العالقة في مخيلتي أراد محيها

وصوته الذي حفظته وأصبح أجمل ألحان حياتي أراد أن ينسيني إياه

لا أعلم ما سبب كل هذا التمنع

لم نبقى معاً سوى يومين والآن يريد ثمن الضحكات التي ضحكتها لأجله، وثمن الأغاني التي غنيتها له، حتى ثمن الحبر الذي كتبت بواسطته رسائلي التي لم يكن لها أي أجوبة لديه

ألا يحق لي أن أحزن؟؟!

إنني أحزن لأنه سبب حزني وإذا حزنت فسأستحضر ذكرياته

إنني أبكي لأن الدموع التي أبكيها الآن كنت سأبكيها لو لم أعرفه

إنني أكتب قصائد الموت كل يوم لأنني أكتب عن موت كل ما أملك وخاصة أن السبب الوحيد لموتها كانت كلماته

إنني أحب أن أبقى مريضة

فبمرضي لا أسمع إلا صوته ولا أرى سوى صورته ولا أذكر سوى لمساته

رغم أنني أعيش حالة جنون مأساوية إلا أنني أعشقها

فبكل حركة أذكره وبكل نوبة جنون أذكره إلا أن وصلت لحالة جنون دائمة لا تنتهي

فجنوني الآن لن يقتصر على ليلة واحدة بل على كل الليالي

سأبقى مجنونة أعيش حياة المجانين وأنادي كل ليلة كالمجانين لأنني أعشق الجنون

لولا الجنون لكنت الآن في عداد الأموات

إذ كنت سأذكر أحلامي التائهة كل يوم وأتحسر عليها

أما الآن فأنا لا أتحسر على شيء ولا أتمنى سوى أن أبقى هكذا مجنونة تعيش بعالم الجنون

وكل يوم في منتصف الليل سأنادي من كان سبب جنوني

أنادي حبيبي العاقل الذي عشت معه أجمل حالة جنون

سأكتب قصتي يومياً في منتصف الليل وأحكيها للنجوم وأوصلها للقمر

سأغني تراتيل الجنون كل يوم في منتصف الليل وسأسمعها لكل من أبقاه الحزن ساهرا

وسأعزف الألحان التي طالما سمعت العصافير تعزفها أثناء سعادتها

أريد أن يعلم كل العالم أنني أعيش أجمل نوبة جنون



صراع جديد مع الألم أوقظ إحساسي به

غريق يمشي على الرمال

هناك على أمواج البحر ستراني

بين الأصداف التي تغني بصمت

فوق الرمال السمراء الخانعة لضوء الشمس

هناك ستراني

بين الهدوء والضجيج

بين أنات الليل ستراني

بين الفجر والغروب ستراني

لأني ذاك الغريق الذي يمشي على الرمال

أنا التي ماتت بين غموض البحر

أنا التي ماتت بين طيات الليل

أنا التي ماتت على سطور الصمت

أبحرت في بحر أسود لا أعرفه

فهاجت أمواجه واضطربت لتحملني هنا وهناك وتغرقني

شعرت بالاختناق

شعرت وكأنني ابتلع جميع مياه الوحدة

شعرت بأنني لا أستطيع تنفس هواء الحب

شعرت كأنني أغوص في بحر اليأس

فها أنا أغرق لأطفو من جديد كما يطفو بصيص الأمل الصغير على عتمة الليل الحالك

وها هو بحر اليأس يلفظني على شواطئه لأن يأسي وتشاؤمي قد غير طعم الملح فيه إلى علقم

فأعود لأمشي على الرمال

لأتخبط بين الرياح التي ترفض ملامستي

فرما أحولها لإعصار هائج بجنوني

لقد عدت للحياة من بعد الغرق بعينين سوداوين

تعكسان الواقع حولي بمرآة مشوبة

فأنا أرى النوارس البيضاء غرباناً

أرى الأسماك حيتاناً

أرى السفن عيداناً

سأشعل بها جحيماً على الموانئ

وسأكتب على الرمل في كل يوم

قصة حب عاشها غريق يمشي على الرمال

الخميس، 30 يوليو 2015




سقوط العاصمة

ها أنا أستعرض شريط حياتي الذي صورته منذ بدأت

ها أنا أودع آخر ما حلمت به

هاأنا أودع آمالي

بعد أيام سيضيع هذا الشريط وستحترق جميع الصور

بعد أيام ستسقط العاصمة

يومان فقط وستسقط عاصمتي التي لم ألبث أن أقوم ببنائها حتى هدمت فوق رأسي

هناك من يحاول هدمها، هناك من يحاول تدمير حياتي

هناك من سيبيع ذكرياتي ليشتري سعادته

هناك من يحاول أن ينسيني عذلبي الممتع ليرضي شهرياريته

إنه ظلم ذلك الذي يفعلونه بي

ظلم أن يهدم ما عمرته دون أن أؤذي أحداً

لقد قمت ببناء دولتي الخاصة بعيداُ عن الالم وسكنت بها وحدي، وأدخلت عليها بعضاً من تجاربي بل ربما كلها لأضيف نوعاً من الزخارف والزينة النادرة

ولكنني قبل شهرين فقط شهدت الذكرى الخامسة على تأسيسها وتشييدها

وبنفس الوقت شهدت بداية لذكرى سقوطها

عظيمة هي تلك اللذة التي يشعرون بها الآن

إنني أرى ذلك من خلال نظراتهم وأسمع ذلك عبر كلماتهم

وعظيم هو ذلك الألم الذي يحاصرني الآن ويمنعني من الهروب

فهم لم يكتفوا بإسقاط عاصمتي وإحتلالها

بل عمدوا إلى أسري

لقد أسروني بين خيالاتي

لقد شعرت البارحة بروعة ما بنيت من أبنية وما وزعت في أسواقها من حلي فلسفية نفيسة

والبارحة أيضاً حصدت ثمار ما زرعت في مدينتي

لكنني صحيت اليوم لأرى بنادق الأنانية تطل من أسوار المدينة

صحيت اليوم لأجد سلطة الإقطاعيين قد سيطرت على كل ما أملك بعد أن جردتني منه

الفائدة الوحيدة التي سيجنونها من ذلك هو القضاء على حياتي في أولى مراحل حياتي وقتلي بعد مولدي بأيام قليلة

لتطمئن نفوسهم الدنيئة

قبل شهرين تشردت في شوارع المدن الغريبة كالمتسولين

قبل شهرين عشت حياة الأيتام

فناموا ملئ أجفانهم تلك الليلة

وأرضوا غرورهم وسقوا غدرهم بألمي

فمبارك عليهم حطامي

وهنيئاً لهم بيأسي

الآن بدأت أدرك مدى ضعف المرأة الذي طالما سمعت عنه

فرغم كل احتياطاتي وجميع إجراءاتي الأمنية

استطاعوا أن يحتلوا مدينتي فقط لأنني امرأة

فلم يجدوا العناء في استغلال نقطة الضعف تلك فكانت مهمة سهلة من إحدى المهمات التي ينفذونها يومياً

رسمت أحلامي وها هي الأيام تمحيها

كتبت تجاربي وها هي الأيام تسكب الحبر فوقها لتشوه حضاراتي

أسست دولتي وها أنا أشهد سقوطها

فرجائي الوحيد في كل ما بقي لي من أيام حياتي

ادفنوني هنا على أسوار عاصمتي بجانب حطام بابها

لا تدفنوا معي شيئاً آخر

فكل ما لدي سقط يوم سقوط عاصمتي

فقط ادفنوني واجعلوني أرقد بسلام



إلى من سألني من أنا

إلى من حاره أمري

إلى من أهملني بجهله بي

سأنثر بضع كلمات هنا ليتها تصلح تعريفاً عن “الأنا” التي أحتضنها

أنا ذلك الجرح السديمي الذي طالما نزف ولكنكم لطالما هربتم من الجروح وعملتم على قتلها بمداواتها

أنا فكرة هائمة في فضاء العالم لكنكم طالما رفضتم الأفكار وتمسكتم بأقوال حفظتموها عن أجدادكم

أنا نظرية عجز العلم عن إثبات صحتها ولكنكم طالما ابتعدتم عن النظريات وسعيتم وراء البراهين

أنا اليأس تجسد على هيئة إنسان وأنتم طالما هربتم من اليأس وبحثتم عن من حسبتموه يفرحكم لكنكم مخطئون

أنا لغة بلا حروف وبلا أبجديات وأنتم طالما خفتم من المجهول وأحببتم التعاريف

أنا دمعة نزفتموها في أحزانكم وأنتم طالما هربتم من الأحزان ونسيتموها في أفراحكم

أنا إحساس رسمه السحاب وأنتم طالما أحببتم الدوام وتركتم الزوال

أنا أنثى عجز شعراؤكم عن وصفها وأنتم طالما سعيتم للموصوف

أنا الحياة بأكملها بأفراحها وأحزانها، بأملها ويأسها، بعنفوان شبابها وحكمة شيخوختها، أنا الحياة بفقر فقيرها وغنى غنيها، أنا اليتيم وأنا الأرملة وأنا الثكلى

أنا أغاني الحقول وأنات الشجر

أنا القمر بنوره والليل بظلمته

أنا من قرأت كتاب الحياة وحفظته عن ظهر قلب فأصبحت نسخة أخرى منها

ولكنني الآن أدركت أن الإنسان لا يحب الحياة

وكل من يتظاهر بحبها فمؤكد أنه لا يعرفها

لا تسألوني مجدداً من أنا

وإن لم تدركوا شيئاً مما كتبت

فأنتم بلا شك صم بكم لا تفقهون

أعمت أقنعتكم بصيرتكم

ويا أسفي عليكم ويالشفقتي


الساعة الرابعة بتوقيت الأرق

والمحاولة الإنقلابية التاسعة على القلق

لكن دون جدوى… ومحاولة عاشرة بدأت الآن

أغمض عيني باعتيادية صماء

وأدلف عبر باب الحلم الواقع بين اليقظة واللايقظة، بين الجنون واللاجنون، بين الوعي واللاوعي، بين المستحيل والواقع

ورقة بيضاء وقلم رصاص “مفاتيح حلمي” تأكدت من وجودهما وانطلقت..

انطلقت للمكان الذي أحب .. هناك حيث حلمي قابع في يأس، ريثما أصل أنا الأخرى بكامل يأسي وأبدا بتصميمه وهندسته مرات ومرات ودون كلل

لا أعلم لماذا تضيق هذه الدنيا الرحبة بحلم طفولي كحلمي

لا أعلم لماذا تصر على دفعي لأضيع في سراديب الحياة وكل ما أحلم به يستطيع أي طفل تحقيقه

فأنا لا أحلم إلا بكرسي أخصر اللون أركن إليه عندما تثقلني أسئلتي، فأرتمي هناك مبعثرة الفكر

أحلم بخمس ياسمينات وفي وكل واحدة خمس وريقات أرى فيهن شريعة الحياة

أحلم بكتاب لا ينتهي

أحلم ببحر وسفينة وثلاثة طيور سنونو بيضاء

أحلم بدرجتين أرتقي عليهما فأقص أقاصيص نفسي

أحلم بصندوق مليء بالوريقات الملونة أسميها كما أشاء وأصنفها كما أريد

أحلم بأغنية للربيع بطعم الحب

أحلم برحلة خريفية بلحن الأمل

أحلم بعصفور أصفر ولوح من طباشير

أفتح عينيّ حين يناديني النسيم

يدعوني لوقفتي التأملية اليومية أرقب القمر ونجمتين مخلصتين ترابطان على طرفيه هما ملهمتيّ

أبثهما حلمي فيجسدانه على هيئة ملامح كنت قد عرفتها

ويصوغانه كصوت أحب أن أسمعه

فأرى حلمي وقد استحال إليه

فأبحث عنه رغم معرفتي بمكانه

أفتش في ذاكرتي فأدركه، أفتش في الحاضر فأضيع

أرقب الأيام علها تنقذني، فأراها قاسية غير عابئة بي أو به أو بحلمي…

أسلك طريق الوحدة فيتحول

أطرق باب اللقاء فيوصد

فأسارع برسم زوبعة قد أعياها الجنون وألقي بها سلة من علامات الاستفهام ودفتراً بأوراق سوداء وبندقية..

وأبحث عن شجرتي الصفراء علها تؤنسني وأتقي بأغصانها العارية قطرات المطر الحارقة… وأنتظر..

ثرثرة قبل النوم



يجتاحني القلق بكل رعونة، ويعتريني حنين لم أعتده..

تلمّ بي أحاسيس هي خير معبر عن موقفي

فلا أجد مخرجاً لهذا الحال سوى رسالة

أستبت حرفاً، أستعطف كلمة، وأستجدي من ذاكرتي عطفاً

ولكن لا جدوى فقد أضعت أبجديتي في جلسة صمت

وتبعثرت حروفي في بحر من شك

أنظر بعيداً وأطرق باب الذكرى وأنّى لي الذكرى!! فما عمر حلمي سوى يومين!

أستذكر شيئاً من بديع، أو بحراً من بحور الشعر..

فتعلن دواوين الشعر تمنّعها، وتحل عليّ لعنة الأدب

أقف حائرة أمام سخرية القدر هذه..

كأن المعاني قد نسيت طريقها إلى مخيلتي فأمسى حالي كشاعر لا يجيد الغزل

يتوه قلمي في هالات الفصاحة والبلاغة فيشوهها!!



لكن مالي وما لهذه الرسالة، فليكن بوحاً ارتجالياً..

ولكن ما فائدة ارتجال الأطفال؟! فليس إلا صراخاً وودموعاً



حسناً إذا سأثرثر مع ذاتي ولن أشرك في ثرثرتنا هذه شخصاً آخر

فأنا أعي ذاتي جيداً، فهي دائماً ما تخونني عندما أضعها بغتة أمام مفترق طرق، فترتدّ عائدة إلى الوراء

لا أعلم ما قلت وما سأقول وما يجب أن يقال..

لا أعلم إن وصلت إلى شواطئ السكينة أم لا..

أذكر أن هناك من حاول إيصالي لكنني أعود وأخوض في عرض البحر لأرمي ذاتي هناك وأعود دونها

فقد أنهكتني مواسم تعذيبها لي التي لا تنقطع

أنهكني عنادها وتشبثها بالأوهام

أنهكني تململها وبكاؤها وشكواها

أنهكني عشقها للماضي وهروبها من المستقبل

أنهكني خوفها وهلعها وارتباكها

أبحث عن كتاب ما ليخرجني من حياتي هذه إلى حياة أخرى

لكنني لا أجد سوى كلماتي مبعثرة هنا وهناك

إنها سخرية الأقدار مرة ثانية..

فلم يحدث أبداً أن تخلو طاولتي من كتاب إلا حين أريد أنا ذلك، لكن أن أحتاج بشدة إلى أي كتاب ولا أجد شيئاً فلا بد أنها مكيدة..

أبحث عن صديق ما، أفتش بين الأسماء فأراها مجرد رسوم لا تعني لي شيئاً ولا أعني لأصحابها شيئاً… فما جدواها إذاً؟

أجيل النظر حولي جيداً فلا أرى سوى كلماتي فأهرب منها إليها

أصغي إلى ذاتي فأراها محقة في كل ما تقول وكل ما تفعل

فليس ذنبها إن كان للأوهام أقنعة ملونة مزخرفة

وليس ذنبها إن كان الماضي يوحي بالطمأنينة لأننا نعرفه، وإن كان المستقبل يوحي بالخوف لأننا نجهله

وليس ذنبها إن خُلقت بضمير حي لا يرحم

وليس ذنبها إن جُبلت على الخوف من إيذاء الغير

وليس ذنبها إن كانت مراجعة أفعالها من واجباتها اليومية



أحاول أن أضع ذاتي بعيداً وأفكر….

وهذه أول مرة أفكر على هذا النحو:

لعله من ضيق تفكيرنا أنه كلما حل بنا خطب نتمنى أن يتوقف الزمن وأن يضع الموت يده على كل ما يمت للحياة بصلة بدأاً من أنفسنا وانتهاءً بهذا الكون، ونرشق الحياة بشتى أنواع الصفات البغيضة، وكأننا صُدمنا حين رأيناها تعد لنا بعضاً من أطباق الألم.

ولكن من قال أصلاً أن الحياة هي دار رخاء؟

وما الفائدة من حياتنا إن كنا نملك كل ما نروم الحصول عليه دون أن نتعب أنفسنا في إقحامها في مشقة البحث والسعي وراءه؟

يحضرني هنا بيتين للتهامي ذكرهما الطنطاوي في كتابه صور وخواطر :

أهتز عند تمني وصلها طرباً *** ورب أمنية أحلى من الظفر

ولعل هذا الأمر لا ينطبق على الحب فقط وإنما على كل ما نسعى للحصول عليه

فإن نظرنا وتأملنا ملياً في حياتنا وبحثنا في كل خطوة خطيناها وفي كل درب سلكناه لن نجد إلا الشوك والألم يطاردنا أينما التقتنا وأن أنفسنا قد عافت الدنيا لما تكادبه من كمد وتبريح

ولكن إن نظرنا إلى تلك الخطوات نفسها والدروب ذاتها واضعين نصب أعيننا أهدافنا وغاياتنا، لوجدنا فيها متعة تفوق متعتنا حين وصولنا إلى مآربنا وسنرى تلك الأشواك والآلام تزين لنا أحلامنا بدل أن تثبط من عزمنا

وما أردت قوله باختصار أننا غالباً ما نتبرم من أيامنا التي نلهث ونعدو فيها خلف أحلامنا لأننا نطمع في سعادة أكبر هي لحظة تحقيق ذلك الحلم، لكن إذا كنا غالباً لن نستطيع تحقيقه فلماذا نحرم أنفسنا متعة الشقاء لنيل ما نريد؟

أليس شقاؤنا في سبيل ما نحب هو متعة؟!



لم أعتد أن أتخذ من الفلسفة منبراً

لكنني فعلت ذلك الآن

لعلها ذاتي الهائمة بضياعها وإلحاحها قد أوصدت كل باب للعقل

لكنني أحن إليها الآن وأشفق عليها وأبحث عنها، فلا يعقل أن أعيش في انفصال عنها


سئمت من الكلمات التائهة التي أكتبها
أراها غير مترابطة وغير مفهومة
وتعبر عن شيء واحد فقط هو أنني تائهة مثلها
أمسكت قلمي لأكتب شيئاً لكنن لم أكتب وإنما رسمت زوبعة وعندما انتهيت رسمت واحدة أخرى
قد تقولون ما فائدة الزوابع فهي أيضاً رمز للضياع؟
وقد تقولون أن الكلمات أكثر رشاقة وأقدر تعبيراً من الزوابع المتشابهة، لذلك من الأجدى لي أن أعود إلى كلماتي
ولكنني أقول أن ما ترونه متشابهاً ليس كذلك
فلكل زوبعة أرسمها قصة تختلف عن قصص الزوابع الأخرى ولكل زوبعة اسم وصورة خاصين بها

إن للزوابع والأعاصير فلسفة لا يفهمها الكثيرون
فأنت إن وقفت بعيداً عنها تخاف من اقترابها إليك في أية لحظة، وقد يقتلك خوفك قبل أن تقترب فعلاً وتقتلك هي
لكن إن هرعت إليها ورميت نفسك بين حلقاتها، ستنسى نفسك وستنسى خوفك
وعندها إن قتلتك فستقتلك بهدوء دون أن تشعر بشيء
وإن لم تقتلك فستعيدك للحياة بذاكرة جديدة لا تعرف الخوف لأنها بدوارها تمحي كل ما في نفسك من آفات وتخلصها مما يعتريها من شوائب النفس ثم تطهرها وتنقيها لتبدأ فيها حياة جديدة بذاكرة جديدة

لذلك فإنني أرسم إعصاراً لأنني لا أجده في حياتي ليهبني حياة جديدة، فأرسمه عله يستحيل حقيقة


هلوساتي الفلسفية بنكهة الشتاء



أشعر برغبة ملحة في التخفي أو بمعنى أدق الاختفاء ..

وخاصة في الأيام الأخيرة أشعر برغبة في التحول إلى خيال .. إلى وهم .. إلى لا شيء

لا أريد أن أرى أحداً .. ولا أريد لأحد أن يراني

أريد أن أبقى وحيدة في الظل ..

ما مصدر كل هذه الرغبة؟
لا أدري

كل ما أدريه أنني أصبحت أطيل ساعات جلوسي وحيدة في الظلام أتأمل!

ماذا أتأمل؟
أتأمل الظلام .. أتأمل اللاشيء


إلى الآن لم أستطع معرفة سبب رغبتي بذلك .. هناك شيء في داخلي يلح عليّ كي أختفي .. شعور لا أدرك كنهه

أحيانا أشعر بأنني كائن متطفل في هذه الحياة، أتلصص على حياة الآخرين، وليس لوجودي معنى!

لما لا أكون مثل أوراق الأشجار؟!
لا أدري لماذا تبادرت إلى ذهني أوراق الأشجار الآن؟
لكنها تخدم شعوري في هذه اللحظة

في الصيف ترى هذه الأوراق مشرقة تضج بالحياة ومفعمة بروح الشباب، توحي لناظرها بالأمل والعمل

لكنها لن تبقى على هذه الحال طويلاً، إذ لابد أن يداهمها الوهن ويغتال شيئاً من نشاطها وبريقها، فتذوي وتذبل وتصبح هشة، لا تستطيع مساعدة أحد، هي تحتاج من يساعدها، وعند أول نسمة ستسقط!

إن هذا السقوط في ظاهره ضعف، تسقط الأوراق نتيجة ضعفها غير قادرة على تحديد مصيرها، إنها فقط ستختفي!

كيف ستختفي؟ هل ستتحلل في التربة؟
لا ندري

لكننا لو نظرنا ملياً سندرك أن ما نراه ضعفاً ليس بضعف، بل على العكس إنه من أعظم مظاهر القوة

ستختفي هذه الأوراق وتغرق في حالة من العزلة المؤقتة، ستبقى مطروحة على التربة ينهكها عويل الأيام الماضية، وستمتزج بالمطر، لتكمل دورة حياتها وتعود خضراء يانعة كما كانت

إذاً هل أريد أن أختفي على أمل العودة بقوة أكبر؟
ربما نعم..
وربما لا!

يذهلني هذا الارتباط بين النفس وبين الطبيعة، حتى وإن كان ذلك يعني موسمية حياتي، وليست مجرد موسمية عادية، وإنما موسمية مرتبطة بفصول الطبيعة، بمواسمها

“موسمية المشاعر” … ربما أنا كذلك!



فتحت عيناي واذا بي مستلقية في فراش وكل ما حولي أبيض، حاولت النهوض لكنني لم أستطع،فقد كنت مقيدة بخيط على رأسه ابرة غُرِست في معصم يدي لايصال الدواء منها.
نعم أنا مستلقية في سرير في المستشفى لا أعلم متى وكيف ولماذا أنا هنا، لكن ما أعرفه أنني استيقظت لاجد نفسي وحيدة، وحيدة كعادتي 
أغمضت عيناي لوهلة وخطرت على بالي عدة تسائلات 
أين من أسميتهم أصدقائي؟
أين من قالوا معا الى الأبد؟
أين كل اولئك الذين كانوا يقولون أحبُّكِ وأشبعوني كلاما فارغا؟
أين أنتم مني الآن؟
لا تعلمون حتى ان كنت على قيد الحياة أو لا!!
استفقت ويا ليتني ما استفقت يا ليتني ما عدت لأجد نفسي وحيدة مجددا 
أتمنى في هذه اللحظة أن أغمظ عيناي وافتحهما لأجد كل أحبابي بجانبي يبتسمون لي فتدمع عيني من شدة الفرح فقد مللت دموع الحزن التي أبت أن تفارقني.
أريد أن أنام ولا استيقظ أبدا...حقا أشتهي نوما أبديا

أحبكم يا من سكنتم القلوب 
أحبكم للأبد يا من أهملتموني
أحبكم يا أصدقائي...
ان حدث ما أتمنى أذكروني بالخير رجاءً فأن رضيت بقدري كيفما كان فقط اريد منكم ان تذكروني بالخير



كل يوم أبتعد فيه عن الكتابة ازداد فيه بعداً عن نفسي .. وفي كل مرة أحاول استرجاع كلماتي أجد صعوبة في التعرف على ذاتي ..

شيء ما يشبه الزوبعة يلف حياتي .. تلك الزوبعة التي اعتدت رسمها دائماً على أطراف أوراقي ودفاتري عندما يصطحب ذهني التائه قلمي ليتيه معه

في كل مرة أنظر فيها إلى نفسي .. إلى حالي .. أجدني ضائعة .. تائهة تحيط بي الأعاصير من كل جانب .. وكما أن الأعاصير تصطحب ضيوفها في رحلة لا عودة فيها .. أرى تلك الأعاصير قد اصطحبتني معها وأخشى من عدم رجوعي!

أنظر حولي فأرى فراغاً .. تائهة في صحراء لا بداية لها ولا نهاية .. وشمس التيه هذه قد أعيت جسدي الصغير .. أبحث عن شيء ما أستند إليه فلا أجد .. أبحث عن شخص أستند إليه فلا أجد أيضاً .. أبحث عن سراب أعزي به نفسي فلا أجد ..

وفي غمرة إعيائي هذا أجلس لأخلق سرابي الخاص!

وكغجرية عتيقة كتلك التي اعتدنا أن نقرأ عنها في الروايات والتي لازال اسمها مرتبطاً في ذهني بسحر خاص .. أفتش عن تعويذة سحرية تخلق سراباً ..

ولكني لا أملك سوى بعضاً من رماد عمري وحطام أفكاري والكثير من خيبات الأمل
أحاول أن أجمع شظايا حياتي هذه وأصنع منها ملامح السراب

لا أدري إن كنت أنا من يلاحق السراب أم أن السراب هو من يلاحقني .. لكن كل ما أدريه أن حياتي لا تستقيم بدونه
ولا أرى نفسي إلا أنني خرجت من مأزق لأدخل إلى غيره ..

أدرك أنني تورطت بالاعتماد على السراب .. وأن السراب هو وهم .. وأن الوهم ليس إلا مخدر سأصحى منه بخيبة أكبر .. أي أنني أعتمد على لا شيء
لكن في ذات الوقت أصبح هذا السراب حقيقة لا أرى منه فكاكاً لكي أبقى على قيد الأمل ..

ولا زلت أعجب من نفسي .. كيف خلقت هذا السراب من نسيج المستحيل .. وجعلت منه دواء لعلاج صدمتي من كونه مستحيلاً ..

لا أستطيع التوقف عن التفكير بأني لا شيء أعيش لأجل لا شيء

أشعر كأن عروقي قد جفت .. وكأنه لا دماء تجري فيها

أشعر أن كل الهواء الذي أستنشقه ليس إلا أنفاس جافة تجعلني جثة ذابلة تنتظر الموت

أشعر كأني أعيش في عالم أبيض وأسود فقط، لا ألوان فيه … أي أنه في هذا العالم لن ترى إلا أشخاصاً قد اقتنوا كل السعادة وأشخاصاً قد حرموا منها نهائياً وليس هناك من حل وسط

لازلت أمشي في ذات الطريق الذي اخترته منذ أربع سنوات .. ولا أدري إن كنت أمشي في الطريق الصحيح أم أنني ضللت سواء السبيل

أدرك أنه طريق طويل وموحش، لكنني لازلت أمشي، وبين الفينة والأخرى أقف قليلاً لأبكي علّ دموعي تروي بعضاً من جفاف عمري

لا أعلم ما الفائدة من السير في طريق طويل وخال من أي شخص غيري، فالسير على هذا الحال يملأني ضعفاً ويحثني على التوقف، فما جدوى السير في صحراء لا تدري إن كان لها بداية أو نهاية!

حسناً..

أيتها الحياة ..

أعلم أنك لا تعلمين سوى الغدر لغةً

وأعلم أنني إن ائتمنتك فإنما أنا أرمي بذاتي في الجحيم

لكن على الرغم من ذلك أسألك أن تمنحيني تذكرة للعبور إلى عالم الأحياء

علميني كيف يمكن أن تتسربل أيامي بحلة بهية من الألوان من فضلك

لأني أخاف أن ينقضي عمري دون أن أهنأ بالعمر لحظة

إني أودعك أمنيتي هذه كمن يودع رسالته في البحر، وسأرقّع أمنيتي برقعة من أمل علني أتفاءل قليلاً بأنك لن تخذليني هذه المرة كما اعتدتي أن تفعلي.