الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

الكتابة لك..وعنك



الكتابة لك داء..مرض مزمن ومستفحل..لكن
الكتابة عنك دواء قصير الأمد ومؤقت

الكتابة حد ذاتها عندي هدف، لكنها حينما تكون لك تمسي وسيلة،أثير بها دهشتك وأثبت بها تفوقي عليك، فقط عند الكتابة أشعر أنني أقوى منك..وفقط على الورق أشعر أنني أمتلك زمام الأمور بعدما كنت فقدته للأبد في زحام تيهي بك

والكتابة أداة طيعة،هادئة ومسالمة، لكن الكتابة لك ثورةبركان ، طوفان بحر،عصف رعود وزمهرير شتاء ، الكتابة لك دوما مختلفة

الكتابة يقين ..والكتابة عنك شك

الكتابة أمان والكتابة لك خوف

الكتابة راحة..والكتابة عنك أرق

الكتابة حد ذاتها بحث عن حقيقة ضائعة، ربما بين الكلمات أو خلف الأحرف أو بين طيات المعاني، لكن الكتابة لك هروب،هروب من الحقيقة ذاتها ما دامت الحقيقة تكشفني بهذا القدر أمامك، الكتابة لك دوما مختلفة

متى أكتب لك ؟ لا أعرف بأي توقيت أمارس هذا التوق السري إلى أحرف تلامس عينيك ، أحيانا يغريني ستر الليل بفضح هذي الأحرف التي تتخذ من الليل متنفسا وأحيانا يوقظني لاشيئ فجرا فقط كي أشرب كوب ماء ثم أحتسي خيبتي حبرا على ورق وأكتب فالكتابة لك دوما مختلفة

أكتب لك ظهرا فلا ملاذ لي من نار الشمس إلا جنة الكتابة لك ،وأكتب لك عند الغروب، تعرف أنت كم أعشقُ الغروب والمطر، هل تعرف فعلا ؟ لست أدري، إن كنت تذكر بالمناسبة ماهو لوني المفضل ؟

شيئ مؤكد عن الكتابة لك، أنا لا أكتب لك وأنا سعيدة ،لا أكتب لك وأنا بحال جيدة، عموما عندوما أكون بخير أنا لا أكتب، لذا إن كتبت لك فإعرف إنني لست على ما يرام، لكن لا ترتكب خطأ و تخلط بين الأشياء، إن كتبت “عنك” فهذا يعني أنني بخير تماما ، بخير لدرجة أنني قررت أن أجازف وأكتب عنك ،تعرف أنا لا أفعل ذلك إلا نادرا…فالكتابة عنك مخاطرة..لا أقدم عليها عن وعي

أكتب لك شعرا، أنا للأسف لا أكتب شعرا إلا حين أكتب لك ، لذا فالآخرون يظنوني خطأً شبهُ شاعرة، مساكين، لا يعرفون أن قريحتي لا تنجب إلا إن كنت إنت ملهمها، ولا يدركوني أن القوافي تضع شرطا مبدأيا أن تكون أنت محورها ، على كل حال أنا كففت عن كتابة الشعر منذ مدة، لاحظت أنني أموت ببطأ حينما أرتكب حماقة البوح لك شعرا..أفضل الآن أن أتلقى لكمة من “جون سينا ” على أن إستبق الموت بالكتابة عنك

حسنا يكفي الآن..فالفجر يوشك أن يؤذن وأنا يجب ان أكتب رسالة أخرى..لك

لمن يقرأون بصمت..شكرا لهذا العطر الجميل الذي تبعثه أرواحكم ،شكرا لهذا الضجيج الجميل الذي تصدره خطاكم وأنتم تعبرون همسا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق