الخميس، 30 يوليو 2015



كل يوم أبتعد فيه عن الكتابة ازداد فيه بعداً عن نفسي .. وفي كل مرة أحاول استرجاع كلماتي أجد صعوبة في التعرف على ذاتي ..

شيء ما يشبه الزوبعة يلف حياتي .. تلك الزوبعة التي اعتدت رسمها دائماً على أطراف أوراقي ودفاتري عندما يصطحب ذهني التائه قلمي ليتيه معه

في كل مرة أنظر فيها إلى نفسي .. إلى حالي .. أجدني ضائعة .. تائهة تحيط بي الأعاصير من كل جانب .. وكما أن الأعاصير تصطحب ضيوفها في رحلة لا عودة فيها .. أرى تلك الأعاصير قد اصطحبتني معها وأخشى من عدم رجوعي!

أنظر حولي فأرى فراغاً .. تائهة في صحراء لا بداية لها ولا نهاية .. وشمس التيه هذه قد أعيت جسدي الصغير .. أبحث عن شيء ما أستند إليه فلا أجد .. أبحث عن شخص أستند إليه فلا أجد أيضاً .. أبحث عن سراب أعزي به نفسي فلا أجد ..

وفي غمرة إعيائي هذا أجلس لأخلق سرابي الخاص!

وكغجرية عتيقة كتلك التي اعتدنا أن نقرأ عنها في الروايات والتي لازال اسمها مرتبطاً في ذهني بسحر خاص .. أفتش عن تعويذة سحرية تخلق سراباً ..

ولكني لا أملك سوى بعضاً من رماد عمري وحطام أفكاري والكثير من خيبات الأمل
أحاول أن أجمع شظايا حياتي هذه وأصنع منها ملامح السراب

لا أدري إن كنت أنا من يلاحق السراب أم أن السراب هو من يلاحقني .. لكن كل ما أدريه أن حياتي لا تستقيم بدونه
ولا أرى نفسي إلا أنني خرجت من مأزق لأدخل إلى غيره ..

أدرك أنني تورطت بالاعتماد على السراب .. وأن السراب هو وهم .. وأن الوهم ليس إلا مخدر سأصحى منه بخيبة أكبر .. أي أنني أعتمد على لا شيء
لكن في ذات الوقت أصبح هذا السراب حقيقة لا أرى منه فكاكاً لكي أبقى على قيد الأمل ..

ولا زلت أعجب من نفسي .. كيف خلقت هذا السراب من نسيج المستحيل .. وجعلت منه دواء لعلاج صدمتي من كونه مستحيلاً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق