الخميس، 30 يوليو 2015

هلوساتي الفلسفية بنكهة الشتاء



أشعر برغبة ملحة في التخفي أو بمعنى أدق الاختفاء ..

وخاصة في الأيام الأخيرة أشعر برغبة في التحول إلى خيال .. إلى وهم .. إلى لا شيء

لا أريد أن أرى أحداً .. ولا أريد لأحد أن يراني

أريد أن أبقى وحيدة في الظل ..

ما مصدر كل هذه الرغبة؟
لا أدري

كل ما أدريه أنني أصبحت أطيل ساعات جلوسي وحيدة في الظلام أتأمل!

ماذا أتأمل؟
أتأمل الظلام .. أتأمل اللاشيء


إلى الآن لم أستطع معرفة سبب رغبتي بذلك .. هناك شيء في داخلي يلح عليّ كي أختفي .. شعور لا أدرك كنهه

أحيانا أشعر بأنني كائن متطفل في هذه الحياة، أتلصص على حياة الآخرين، وليس لوجودي معنى!

لما لا أكون مثل أوراق الأشجار؟!
لا أدري لماذا تبادرت إلى ذهني أوراق الأشجار الآن؟
لكنها تخدم شعوري في هذه اللحظة

في الصيف ترى هذه الأوراق مشرقة تضج بالحياة ومفعمة بروح الشباب، توحي لناظرها بالأمل والعمل

لكنها لن تبقى على هذه الحال طويلاً، إذ لابد أن يداهمها الوهن ويغتال شيئاً من نشاطها وبريقها، فتذوي وتذبل وتصبح هشة، لا تستطيع مساعدة أحد، هي تحتاج من يساعدها، وعند أول نسمة ستسقط!

إن هذا السقوط في ظاهره ضعف، تسقط الأوراق نتيجة ضعفها غير قادرة على تحديد مصيرها، إنها فقط ستختفي!

كيف ستختفي؟ هل ستتحلل في التربة؟
لا ندري

لكننا لو نظرنا ملياً سندرك أن ما نراه ضعفاً ليس بضعف، بل على العكس إنه من أعظم مظاهر القوة

ستختفي هذه الأوراق وتغرق في حالة من العزلة المؤقتة، ستبقى مطروحة على التربة ينهكها عويل الأيام الماضية، وستمتزج بالمطر، لتكمل دورة حياتها وتعود خضراء يانعة كما كانت

إذاً هل أريد أن أختفي على أمل العودة بقوة أكبر؟
ربما نعم..
وربما لا!

يذهلني هذا الارتباط بين النفس وبين الطبيعة، حتى وإن كان ذلك يعني موسمية حياتي، وليست مجرد موسمية عادية، وإنما موسمية مرتبطة بفصول الطبيعة، بمواسمها

“موسمية المشاعر” … ربما أنا كذلك!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق