الاثنين، 17 أغسطس 2015

وأنا يجذبني إليك حنين ُ الأغنيات القديمة، فأتنفس شوقي إليك ، وأحتفي بجفوتي منك ، كأننا كلما إبتعدنا إقتربنا وكلما إقتربنا إبتعدنا ، وأقلب في دفاترٍ الذكريات فأشتم عطرٍ أماكنٍ لم نزرها لكننا حلمنا بها، وأنظر إلى دفق النهر الذي حمل رسائلنا الضائعة فلا أرى إلا بقايا حبر مراسيلنا التي لم تصل يوما لغايتها الأخيرة.
لطالما خفتُ من التذكر ، فلماذا أخافُ اليوم من النسيان، وإلى أين تقودنا الخطى ، وأين تسوقنا الأيام ، على ذات المسافةِ نحنُ فلا أنت إقتربت ولا أنا ، لا أنت إبتعدت ولا أنا تكلمت ، على ذات مسافة التردد و الخوف ، خوفٍ أضاع مننا الغد قبل أن يأتي ، و دفن المستقبل قبل أن يطل

وعلى هذه الحال تبدو أزمنتي ثابتة لا تتبدل بتغير ليلٍ أو نهار ، لا بشروق شمس ولا غروبها ،لا بخريفٍ أو ربيع ، ولأجلك أنا أصبحتُ أخشى الكتابة ، أخاف أن تُعري خوفي أو تفضح مالا يجبُ أن يقال ، كأنك حاصرتني من كل الجهات و حرمتني حتى من سلاحي الوحيد
لذا لي عندك رجاء ، لا تقرأ ما أكتبه، لا تتسلل من بين نوافذ الأحرف لتتطلع على ما تخفيه دواخلي أو تحاول أن تسرق النظرات إلى ما يكنه صدري ، فأنا أود أنا أكتب لنفسي قليلا ، أود أن أحدثها وتحدثني لعلي أصل إلى ما تبغيه هذه الروح الثكلي وهذ القلب الجريح

للذين مروا من هنا فما وجدوا غير أوراق الخريف الجافة ورياحها العاصفة ، أنا أحاول أن أزرع وردة هنا بين حطام الإنتظار و جفاف الأشجار والأنهار ، لأجلي ولأجلكم أحاولُ أن أكتب ، فعذرا لكل من سأل في الغياب ، أنا أحاول أن أفيق بفضلكم ، ساعدوني بدعوات من قلوبكم الخاشعة وأكفكم الطاهرة..ساعدوني لأكتب ..أو لأحيا..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق