رفعتُ رأسي أتأمل ميلاد الشمس ثم ألتفتُ لأرى مياه النهر تتدفق في هدوء جميل ، الموعدُ كان أول الصباح والمكان كان على بعد أمتار من مكان أكتشفته حديثا، أقرب ما يكونُ إلى النيل ، وإلى النفس ، خلوةٌ كنت أحتاج لها ، وأنفاسُ فجر كنت أرغب فيه بشدة
المكانُ برمته يبعث أطياف فرح ، والمنظر الرائع يتحد فيه سكونُ الذات مع ضجة الطبيعة ، صمتُ الروح وحديث الأشياء ، متى آخر مرة أنصت فيها للحن السكون إلا من شقشقة عصافير الصباح ، وتلاطم أمواج النيل ، وهبة نسمات الصباح ، و لمسة أشعة شمس”طفلة” تحبو في السماء ، هنا أنت أقرب ما تكون أن تفقد إحساسك بجسدك المادي وأنت تغمض عينيك لتتحد مع هذه اللوحة الفريدة ، هنا أنت أقرب ما يكون لهذه الأطياف النقية ، لهذه البهجة التي تعبق من كل فرع شجرة يتمايل مع النسائم ومع كل موجة تعبث مع أختها ومع كل رفرفة لأجنحة فراش أو هديلٍ لأطيار ٍ تستعد بأمل ليوم جديد ، كأنك فقط هنا ، تنزع عنك رداء الحزن ” المزمن” ، وثوب “الهموم” المتراكمة لتهتف كل خلجة بنفسك ” ما أروع الحياة” ، كأنك فقط تكنس من خبايا روحك كل ” خوف ” من الغد وتلقي من ظهرك كل “قلق” من المجهول .كأنك فقط تنزع عصابة من عينيك فترى-لأول مرة – الطريق أمامك واضحا، محددا و مستقيما ، كأنك فقط تستلقي على غيمة تطفو برفق على غلالة السماء فترى أيامك القادمات أروع مما تصور وأحلى مما تود.
كأنك قسرا تنسى وساوس نفسٍ تجذبك للأرض و تسمعُ فقط رفرفة ” روح ” ترنو إلى السماء، كأنك تتخلص من ” أنت ” الذي لا تريد لتكون ” أنت” الذي تريد ، كأنك تفقد إحساسك بالوقت والزمن فتراك في موقعك و النهار يتلوه ليل والشهر يتبعه شهر ، والعام يأتي بعده عام ، وأنت في ذات المكان ، متحدا مع الأشياء، متفكرا، مغتبطا بسرور لم يسبق أن عايشته ولذة ما حدث أن إستمرت كل هذا ” الدهر “.
كنت تقيس قيمة الأشياء بإستدامتها ، فتجزع لفرح مؤقت وحزن مقيم ، والآن كأنك فقط تتعاظم لديك قيمة اللحظات فتدرك أن الثواني قد تطول أكثر من شهور ، وأن لحظات من الحياة ندرك فيها ” من نحن” وأين موقعنا من ” الكون”، من ” الطبيعة” ومن الأفكار، تتجاوز قيمتها عمرا كاملا نقضيه ، بلا “هوية”، بلا ” قضية” بلا إجابات عن أسئلة ستطرق أذهاننا بقوة طبول الحرب ، مالذي يجعلك تشعر بالسعادة ؟ لأي قيمة تعيش؟ ومالذي يجعلك مميزا بحيث تستحق هذه الهبة..” الحياة” ؟.
لكنه الآن ليس وقتُ الإجابات عن أسئلة ، إنه وقت الإستمتاع بنكهة الخلود ، بصخب المعاني ، بعبيرِ زهرة تنبت من بين شقوق صخرة صماء ، بضوء خافت يغمر الأكوان تسبح معه كل الذرات لبديع السموات والأرض ، بإبتسامات ثغر الفجر و هو يصافح الدعوات التي تنطلق بجوف الليل ل الله المتعال، لدمع ينسكب من أعين نادمة ، وتنهدات بكاء من صدر مثقل بالذنوب ، لتضرعات خاشعة وأكف مرفوعة وقلوب مبتهلة ،
هأنذا أرحل من المكان ، ونشوة رائعة تخالج الروح وتتسرب إلى مساماتها ، تفاؤل صادق يعتري الأحلام فيوقظها من سباتها العميق ، فتتدثر بوعد الرجوع و بهمس لطيف للآذان أن ” الأفضل لم يحدث بعد”
ما قيمة حياة نعيشها إن لم تكن لله
المكانُ برمته يبعث أطياف فرح ، والمنظر الرائع يتحد فيه سكونُ الذات مع ضجة الطبيعة ، صمتُ الروح وحديث الأشياء ، متى آخر مرة أنصت فيها للحن السكون إلا من شقشقة عصافير الصباح ، وتلاطم أمواج النيل ، وهبة نسمات الصباح ، و لمسة أشعة شمس”طفلة” تحبو في السماء ، هنا أنت أقرب ما تكون أن تفقد إحساسك بجسدك المادي وأنت تغمض عينيك لتتحد مع هذه اللوحة الفريدة ، هنا أنت أقرب ما يكون لهذه الأطياف النقية ، لهذه البهجة التي تعبق من كل فرع شجرة يتمايل مع النسائم ومع كل موجة تعبث مع أختها ومع كل رفرفة لأجنحة فراش أو هديلٍ لأطيار ٍ تستعد بأمل ليوم جديد ، كأنك فقط هنا ، تنزع عنك رداء الحزن ” المزمن” ، وثوب “الهموم” المتراكمة لتهتف كل خلجة بنفسك ” ما أروع الحياة” ، كأنك فقط تكنس من خبايا روحك كل ” خوف ” من الغد وتلقي من ظهرك كل “قلق” من المجهول .كأنك فقط تنزع عصابة من عينيك فترى-لأول مرة – الطريق أمامك واضحا، محددا و مستقيما ، كأنك فقط تستلقي على غيمة تطفو برفق على غلالة السماء فترى أيامك القادمات أروع مما تصور وأحلى مما تود.
كأنك قسرا تنسى وساوس نفسٍ تجذبك للأرض و تسمعُ فقط رفرفة ” روح ” ترنو إلى السماء، كأنك تتخلص من ” أنت ” الذي لا تريد لتكون ” أنت” الذي تريد ، كأنك تفقد إحساسك بالوقت والزمن فتراك في موقعك و النهار يتلوه ليل والشهر يتبعه شهر ، والعام يأتي بعده عام ، وأنت في ذات المكان ، متحدا مع الأشياء، متفكرا، مغتبطا بسرور لم يسبق أن عايشته ولذة ما حدث أن إستمرت كل هذا ” الدهر “.
كنت تقيس قيمة الأشياء بإستدامتها ، فتجزع لفرح مؤقت وحزن مقيم ، والآن كأنك فقط تتعاظم لديك قيمة اللحظات فتدرك أن الثواني قد تطول أكثر من شهور ، وأن لحظات من الحياة ندرك فيها ” من نحن” وأين موقعنا من ” الكون”، من ” الطبيعة” ومن الأفكار، تتجاوز قيمتها عمرا كاملا نقضيه ، بلا “هوية”، بلا ” قضية” بلا إجابات عن أسئلة ستطرق أذهاننا بقوة طبول الحرب ، مالذي يجعلك تشعر بالسعادة ؟ لأي قيمة تعيش؟ ومالذي يجعلك مميزا بحيث تستحق هذه الهبة..” الحياة” ؟.
لكنه الآن ليس وقتُ الإجابات عن أسئلة ، إنه وقت الإستمتاع بنكهة الخلود ، بصخب المعاني ، بعبيرِ زهرة تنبت من بين شقوق صخرة صماء ، بضوء خافت يغمر الأكوان تسبح معه كل الذرات لبديع السموات والأرض ، بإبتسامات ثغر الفجر و هو يصافح الدعوات التي تنطلق بجوف الليل ل الله المتعال، لدمع ينسكب من أعين نادمة ، وتنهدات بكاء من صدر مثقل بالذنوب ، لتضرعات خاشعة وأكف مرفوعة وقلوب مبتهلة ،
هأنذا أرحل من المكان ، ونشوة رائعة تخالج الروح وتتسرب إلى مساماتها ، تفاؤل صادق يعتري الأحلام فيوقظها من سباتها العميق ، فتتدثر بوعد الرجوع و بهمس لطيف للآذان أن ” الأفضل لم يحدث بعد”
ما قيمة حياة نعيشها إن لم تكن لله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق