هأنذا أغيب عنكم من جديد ،أخلف وعدي بأن أكون دوما هنا، لست هناولست بأي مكان آخر ،فقط أنا أمارس التيه عن الذات عمدا،لا أكترث لأي شيئ ولا أهتم لأي حدث،هنالك خطبٌ ما بي، خطبٌ لم يبدأ اليوم ولا يبدو أنه سينتهي قريبا.
هذا النسيانُ الدائم للأشياء المهمة وغير المهمة،هذا التشتت في الإنتباه،هذا الإصطدام غير المبرر بكل ما هو حولي ،هذا الصداع المزمن أحيانا، هذه الذاكرة المهترئة التي أصبحت تصنع سياجا كثيفا بيني وبين الماضي..كل هذه الأشياء هل هي طبيعية ؟ هل هي حدثٌ مؤقت له أسباب يزول بزوالها أم هي علةدائمة، هل هي حالة مستقرة أم ستتفاقم وتزيد، أسئلة يدور لها عقلي ويضيق بها صدري.
يحدثُ مؤخرا أن تقع من بين يدي الأشياء فجأة لتنكسر ،أخرج من الباب فُيثقب قميصي حين يبرز نتوء ما في جانب الباب ، أفوت المواعيد، أنسى قائمة المشتروات وتسديد فاتورة الكهرباء أو حتى الرجوع إلى مكالمة فائتة كنت أنوي الرجوع إلى صاحبها، يحدث أن أنسى بعد غياب أشهر معدودة فقط إسم جار لي قريب، أبحدث عنه في تلاليف منطقتي الرمادية عبثا،أحاول جاهدا أن أستخرج الإسم من تلك الأعماق ،لكن الإسم يهرب مني إلى العدم ويضيع في اللامكان
لست أشكو..إنما الشكوى لله لكني أتسائل..مالذي يحدث ؟ ، للأرواح الهائمة هاهنا قنينة عطر وباقة ورد ،قصيدة حب و إبتسامة ود ، عذرا إن كنتم تبتغون مخرجا من رهق الحياة هنا فما وجدتم غير هذا التشظي ، عذرا إن أشركتكم هذا العناء الذي تتعثر فيه روحي ، كل ما هناك أننني أرتاح وأنا أبوح لكم..الرائعون أبدا..لن أكون يوما بقامة تواجدكم المهيب كلما إحتجت أن أنزف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق