الخميس، 20 أغسطس 2015

إليك أشتهي الكلامَ ولا أعرفُ من أين أبدأه،

أليك أود نثر هذه الإعترافات ولا أعرفُ كيف تصاغ الأدمعُ الحيرى بقلمٍ من رصاص

إليك ، زمنا طويلا وددت الكتابة فلم أعرف سوى الكتابة للآخرين سبيلا راجيا أن يُخطأ ساعي البريد،كما يفعلُ دوما فيوصلها لبابك

ثم أني قد شُغلت عنك بنفسي، أوقفتني عن المضي إليك مشاغلي، خجٍلا أبوح لك لكني لا أعرف الكذب في حضرة لحظةٍ أكون فيها ميمما وجهي شطر رجائي منك،

لم تكن هذه المشاغل مهمة، لا ولم تكن عاجلة، لا وحتى لم تكن حتى ضرورية، أنا فقط بكل أسف أجيُد التيه عن دربي إليك، أُتقن تضييع كل معالم الطريق نحوك، لا لم أكن ناسيا، لكن

بلى كنتُ حائرا

بلى كنتُ ضعيفا، بلى كنت مُشتتا، بلى كنت أحوج ما أكون لك أليك،

إن رأيتُ أنا هذا الغبار الذي يكتنفني سأدركُ أنه دليلُ تيهي في الدروب التي لم توصلني إليك

أن رأيتُ هذا الشعث الذي يلفُ أطرافي فما هو إلا دليلٌ بُعدي عن الطمأنينة وأنا غائبٌ عن ذاتي، كائنا آخرا ، مسمم البدن، مجروح الكبرياء، أزرت به أفانينُ التدهور في طريق الأشقياء

إليك ما عدتُ أعرف كيف الرجوع ، ولا كيف السبيل إلى رضائك،

غير أن هذه الحسرات في قلبي ..نقية، هذه الأدمعُ في عيني تقية

هذه الأنفاس من بين جوانبي حيرى وهذا الخفقُ بين جوانحي رجعٌ لأمنية وحيدة..أن ترضى

وعدتُك أن أجيئ ولم أحضر، أخلفتُ الميعاد كما أفعلُ دوما، وألفيتُني قابعا في ظل ليلي أبكى حيرتي ، وجعي وذلي،

خيبتي فيً

خيبتي في أمل مددتهُ أنا بطول رجائي فكان أقصر من برهة النور الذي يملأني كلما أذكرك

أنا..فقط ، في دواخلي ، في مكمنٍ ما، أقصى متاهات روحي المبعثرة ، أتشبثُ ببذرة أمل ، برجاء وحيد

أنك ، طالما تُهتُ فقدتني أنت إلى طريقك

طالما نسيتُ فكنتَ أنت من ذكًرتني أنني إليك راجع

طالما كانت كلماتك تهديني من أنفاقِ الظلمة إلى سهول النور

وكنتُ كلما قرأتُ كتابك الكريم أحببت أن أنقطع عن العالمين إلا إياك

كنتُ أود لو أصعدُ جبلا ما ، أنقطعُ في مغارة ما ، فقط لأناجيك

فقط لأبكي ببابك حتى تجف من عيني دموع ومن قلبي دماء

فقط لأغيب عن وعي بالعالم وأصحو على وعي بك

فقط ..لأكتب، لأعترف،ل أنكسر ، لأقوم.. راكعا ساجدا

داعيا راجفا ، ذاكرا..قاعدا واقفا

نهاري شمسُه إستغفار وليلي نوره دعاء

طعامي..صيامي

أنيسي.. حبٌ يحي القلوب ونورٌ يشفي الصدور

وفقط لو أتخلصُ من ” نفسي” ،فقط لو أرمي عن أكتافي” همي”، فقط لو يتركوني لحالي

فقط لو لا أبالي، فقط لو لا أكون “ذاتي” التي حيرتني ، لو لا أكون “روحي” التي غيرتني

فقط لو أموتُ وأحيا، طفلا ..رضيعا

فقط لو ينسى عدوي مكاني..فقط لو ينسى أنه قال يوما ” فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ”

ربٍ..إني كتبتُ على كل صفحات قلبي “فراغٌ”… فراغٌ لن يبلغَ يوما تماما..إن لم يكن أنت من يملأه

فهم يأتون ..يقيمون حينا ويمضون

لكنك..تبقى

هم يحيون حينا..لكنهم يموتون

وحدك أنت حي لا يموت

هم –مثلي ضعفاء- ينكثون عهودهم ، ينسون وعودهم ، يرحلون ويتركوني لأبقى بدونهم

وأنت وحدك لا تخلفُ الوعد،فقط نورك باقٍ بعد كل فناء

هم مهما إقتربوا بعيدين، ومهما ألفتهم الروح يبقون غريبين عني ،

وأنتَ مهما ” أبتعدتُ أنا عنك ” .. قريب

إلهي أنت قلت ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوة الداعي إذا دعانِ”

وإني داعً بقول نبيك أيوب ..” أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”

إلهي… غفرانك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق