الخميس، 30 يوليو 2015


يبدو أنني شخص عالق في الضباب، عالق في المجهول الذي يبدو بلا نهاية

لقد طال بي الاكتئاب واستفحل .. أشعر بأنني سأكتئب إلى الأبد

تعتريني حالة من الملل، الاشمئزاز والسخط على الحياة، لا شيء يهمني في هذه الحياة حتى الحياة ذاتها باتت بالنسبة لي أمراً لا معنى له، إنني أعيش كالشخص الذي يدرك بأنه لا يبعد عن الموت إلا ساعات قليلة من الزمن، فلا يقيم لأي شيء وزناً

توقفت في الفترة الأخيرة عن متابعة الكتابة في يومياتي، على الرغم من أنني أمتلك الآن العديد من المسودات التي لم أنشرها، لكنني ببساطة مللت الاختباء خلف تلك ال”هي” .. أعود أحياناً لقراءة تلك اليوميات فأرى فيها أحياناً معانٍ عميقة وأحياناً أخرى أراها خاوية من أي معنى
لا أرى معنى لما أكتبه الآن، فما الفائدة منه؟ من سيقرأ؟ ولماذا سيقرأ؟ وماذا سيستفيد في حال قراءته؟

في الفترة الأخيرة باتت فكرة كتابة رواية تفرض نفسها على تفكيري بشكل رهيب، كل شيء جاهز بانتظار قراري بالبداية، لكنني أرفض حتى التفكير بالأمر، الكلمات تعرض في مخيلتي كل يوم ولكنني لا أدوّن شيئاً منها وأخشى أن تختفي يوماً لكنني غير قادرة على التفكير أو اتخاذ أي قرار، فيوم أراها فكرة عبقرية، وفي اليوم التالي أراها مجرد فكرة ساذجة

أصبحت متطرفة تجاه نفسي، فيوم تراني مفرطة في النشاط، ويوم آخر أتحول إلى جثة هامدة لكنها لازالت على قيد الحياة، لا حلول وسط لديّ

لا أعلم أين سأصل، لكن كل ما أدريه أنني أبتعد .. أبتعد عن نفسي .. عن أصدقائي .. عن أفكاري .. عن أحلامي .. أبتعد عن الحياة

أنا شخص ميت لكنني مع الأسف لازلت أتنفس لأشهد تفاصيل موتي هذا

لقد عدت مجدداً لطرح تلك الأسئلة الوجودية: من أنا؟ ولماذا أعيش؟ ومن أكون؟ ولماذا أكون؟ وكيف سأكون؟ ومتى سأتوقف عن كوني أنا؟!

وعدت للتفكير بجدوى العديد من الأمور التي لا جدوى منها، ما جدوى التحصيل العلمي إن كنا سنرمي ما حصلنا عليه عند أول فرصة سانحة؟ ما جدوى التمسك بالأخلاق والتي باتت حالة طوباوية إن كنا نعيش كحملان غبية في مجتمع مليء بأشخاص مقنّعين؟ ما جدوى الزواج إن كان كل من الطرفين يحمل في ذهنه قبل الزواج فكرة استغلال الطرف الآخر بأقصى ما يمكن حتى لا يكون هو الضحية؟ ما جدوى العمل إن كان سيحولنا إلى آلات ويجردنا من إنسانيتنا؟ ما جدوى الحب إن كان سينتهي بالفشل؟ ما الجدوى من إنجاب الأطفال إن كانوا سيتحولون لبيادق يحكمها الآخرون؟ ما جدوى التفكير بالمستقبل إن كان واضح المعاني فهو بذلك ليس إلا أحد أشكال الحاضر؟ ما الجدوى من الحياة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق