الخميس، 30 يوليو 2015



أحسست بشبح النسيان يدنو من ذاكرتي ليمحي أحلى حالات حزني

فأردت أن أخلد بطل رواياتي

إلى معذبي

إلى من أسميته ملاذي الأخير

إلى من أهديته أحرفي وكلماتي

إلى من أمنته على مشاعري

إلى من جعلته صديق قلبي

يا أيها المجهول الصادق إنني أحمل في قلبي لك وعوداً لن يعدك بها أحد غيري

إني أحمل لك في قلبي أحاسيس لم أحسها مع أحد غيرك

لقد جمعت كل أفكاري ومزجتها مع مشاعري وصنعت لك منها هدية

وأنا حقاً أريد أن أهديك إياها

لكن أريد أن أسألك

هل تعلم أنه من يوم رحيلك لم أعد أدرك الألوان..؟

من يوم رحيلك لم أعد أدرك شيئا

لم أعد أجد الوقت لأفعل أي شيء

فقد كان قلبي مشغولاً بجمع جراحاته التي تركتها الأيام

لقد تركت قلبي يلملم آلامه وعذاباته وحده

دون أي مساعدة كعادتك…. لماذا؟

لماذا لم تحمل عن قلبي هذا العبء الثقيل؟

وبل تركته يحمل المزيد من ذلك الألم اللعين الذي تركته له

لماذا رحلت غير آبه بمصيري، بعذابي، باحتراقاتي

ألم تعد دموعي تؤثر بعواطفك؟؟

ألم تعد دمائي تهز شيئاً من رجولتك؟؟

هل أصبح منظر احتراقي أمامك كل يوم من روتين حياتك

أنا لم أعتد عليك قبلاً بهذه الخشونة

ربما لم أعتد عليك أبدا

ولكن رغم كل ذلك سأهديك مشاعري وأحاسيسي

لقد صنعتها البارحة وغداً سأحملها وآتي بها إليك لأقدمها

لكنني أنتظر منك بالمقابل كلمة واحدة وإحساس واحد فقط

صدقني إني أراك الآن في قلبي وأمام عيني .. أراك في حبر قلمي، أراك في طيات أيامي

أراك في صفحات كتبي

أراك على تلك الغيمات في نهار مضيء

أراك بجانب القمر في أواخر كل شهر

أراك مع رياح الصيف وشمس الشتاء

أراك تفرح مع أزهار الربيع

أراك تحزن مع أوراق الخريف

أرى دموعك بعد كل عاصفة

وأسمع صوتك في كل ليلة باردة

لم أعد أراك فقط في حلمي بل حتى في أشد حالات وعيي

بالأمس رأيتك تجلس بجانبي عند الغروب

وقد كانت أمسية رائعة ولكن المحزن فيها أنني صحيت أخيراً لأيقن أن تلك الأمسية كانت أسعد حالات حزني وأجملها على الإطلاق

أتصدق لقد أهديتني أيضاً باقة من زهر البيلسان الهادئة التي أراك دائماً في أوراقها صامتاً لا تتكلم

لكنني أعشق صمتك ذاك وأعتدت عليه

إنني أدمن ذكرى أيامك القليلة وأعيش معها

إنني أراك دائماً ولا أنساك

فلم تصر أن تبق ذلك المجهول المعشوق ولا تلعب معي دور العاشق

لم تصر أن تكون أنت المعذب ولا ذوق كأس العذاب

لم ترغمني كل يوم على شرب الآلاف من كؤوس ذكراك وأنت تعزف عن الشرب منها؟؟

أليست الذكرى مشتركة بيننا؟؟

ألم نعش بعض الأيام سوية؟؟

أنا الآن لا أدرك شيئاً عنك!

ولا أفهم شيئاً من طباعك

لكنني أعشقك كما أنت

أعشقك بتصنعك وصمتك وعذابك

أعشقك بطبعك العدواني وبأنانيتك وبغرورك

أعشقك ولا أتردد في قول أحبتك

أعشقك وكم أتمنى أن أراك يوماً وقد عدت ذلك الشخص الذي أعدت أن أسمع منه أجمل الكلمات

وكم أتمنى أن تأتي إليّ اليوم أو غداً

يا معذبي الوحيد يا من ملكت حياتي كلها دون أن تمنحني شيئاً لأملكه!

ألا ترغب في التنازل عن كبريائك هذا والتحدث معي؟؟

ألا ترغب في إسعاد طفلة صغيرة كان كل همها إرضاؤك؟؟

ألا تريد حقاً أن ترى ما خبأته لك؟

إني أؤمن بأنك لو كنت تعلم ما أعانيه من آلام دونك ما كنت لتفعل كل هذا

فتعالى إلي أرجوك من حيث ما تشاء

تعالى إلي مع أغاني الشتاء الحزينة

تعالى إلي مع قصائد الخريف

تعالى إلي مع أحزان تشرين

لأنني أنتظرك وسأبقى أنتظرك

وسأبقى أكتب كل يوم لك

وسأنتظر ذلك اليوم الذي سأقدم لك فيه كل كتاباتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق