الجمعة، 31 يوليو 2015




أولى خواطري التي قررت أن أحتفظ بها:
حبيبتي الوحدة

في ليلة من ليالي المظلمة وقفت أتأمل السماء باحثة عن القمر عله يواسيني فأحسست بآهات دامية تخرج من فؤادي بعد أن تجولت في قلبي وأعادت لكل لوحة من لوحاته ماضيها الأليم، وفي كل خطو من خطواتها البطيئة ابتسامة كنت قد رسمتها عنوة على شفتي لأمنع كلمات الحزن من الخروج

تأملت كثيراً ولكنني لم أجده فيئست لأنني اعتدت على رؤية أبواب الأمل تغلق في وجهي بعد أن كانت مفتوحة لكل راغب في دخول قصورها

..بحثت مرة ثانية ولكنني أحسست بنسمات باردة توقظني من شرود ذهني وتنسيني ما كنت أفكر فيه ودعتني للحديث معها

تجمدت في مكاني ولم أنطق بكلمة واحدة لأنني نسيت كل الكلمات، ألححت على ذاكرتي لتسعفني ببضع الكلمات علها تنقذني من ذلك الموقف ولكنها كانت مصدومة مثلي تماما

.أيعقل أن أتبادل الحديث اليوم مع الرياح الباردة التي لا تحمل في طياتها إلا الألم والحسرة والذكريات المريرة

…فكرت ملياً فوجدت نفسي أنتظر بلهفة من يدعوني لمشاطرة آلامي فلمَ أضيع هذه الفرصة ؟؟

..فربما هي أيضاً تريد أحداً يستمع إليها لتبوح بآلامها التي هي سبب في برودتها

.هبت نسمة أخرى وكأنها تلح عليّ للمجيء معها إلى عالمها ولكنني هذه المرة قبلت دونما تفكير

في غضون ثواني وفي لمحات البصر حملتني لأرى نفسي في غرفة متواضعة في وسطها منضدة خشبية صغيرة وضوء خافت لا يكاد يضيء شيئاً من ظلام الغرفة الدامس

نظرت حولي فامتلئت رعباً وشعرت بكلمات الندم تجول في رأسي وهي تلعن هذا القرار الذي اتخذته معترضة على خروجي من ظلام أفكاري إلى ظلام حقيقي لا مجال للهروب منه

……ولكن لم يعد هناك فائدة للندم فلم يكن بوسعي سوى الجلوس على تلك الطاولة والانتظار

وما كانت سوى لحظات معدودة حتى جاءت وجلست أمامي ولكنها لم تأتي كنسمات باردة وإنما جاءت كشبح أخرس، وكان كل ما حولي ينطق بدل عنه

!!شعرت حينها وكأنها حفلة للاعتراف مقامة على شرفي حيث لا يقدم فيها سوى الصراحة

….أنصت فسمعت همهمات الحيطان وهي تحكي قصصاً عن العذاب والأرض تتحدث عن الألم

فجأة ساد صمت رهيب، رهيب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني الرعب وقد كان هذا الصمت كفيلاً لأن يجعلني أنطق كلماتي الأولى في هذه الحفلة

بدأت بكلمات قليلة لا تفهم معانيها وبعدها أصبحت أتكلم بطلاقة أكبر وكلمات ضعف حماسي وقلّت كلماتي كان الصمت المحيط بي يدفعني لقول المزيد

حتى شعرت برائحة الياسمين تتسلل إلى قلبي وتدغدغ ذكرياتي لتجعلني أفيض بمزيد من الكلمات

ومع كل كلمة أتفوه بها تزداد رائحة الياسمين انتشاراً حتى جعلتني كطفلة ضلت طريقها وأخذتني لحلم سعادتي وأذهلتني حين حدثتني عن أسرار قلبي فجعلتني أمامها كصحف جفت أوراق معانيها وأوصلتني بأحلامي إلى القمر

بعد ذلك اعترتني موجة من الصمت البليغ وقد كانت الغرفة مليئة بعبق الياسمين الذي رحل فتركني بنشوة الحلم ذاك الحلم التائه، شعرت هذه المرة بسعادة مختلفة تختلف تماماً عن سعادتي التي أستمدها من أحلامي السابقة مع القمر، ربما لأنني في هذه المرة قد ضممت إلي صديق جديد

صديق كنت أعرفه حق المعرفة لأنه كان موجوداً قي نهاية كل حلم من أحلامي، ولكنه لم يخطر ببالي مرة أن أجعله صديق بل كنت دائماً أعتبره سبباً في فشلي بالحياة الواقعية وعودتي إلى قوقعتي لأرجع إلى أحلامي الوردية

…في هذه المرة أحسست بمعناه في حياتي وأحسست بأنه فعلاً صديق لي فدائماً كنت أراه في أشد حالات بأسي وحزني حين لا أجد أحدا

…كنت أراه في معظم أوقاتي

…فكنت أرى الوحدة



تلقيت صدمة غيرت كياني

زلزالاً هز أفكاري

إعصاراً شرد أجزاء قلبي

لأستيقظ من غيبوبتي وأشهد فقدان مرساتي وأرى شموعي وهي تنطفئ

الآن أحاول أن أفهم

ســأســــافـــر

لم يبقى سوى نصف ساعة حتى أترك هذا العالم!

فأنا على موعد هام أعتقد أن سينسيني حياتي السابقة

وسينسيني جميع صفقاتي الخاسرة التي خسرت فيها كل ما أملك فأصبحت الآن مجردة حتى من الأحاسيس التي تعتريني

وأعتقد أيضاً أنه سينسيني كل عملائي الخائنين الذين لم يكن لهم دور سوى في ملئ قلبي بالضجيج وزيادة نسبة الكسور في حياتي

سأمزق كل حياتي الفاشلة الي نسقتها علها كانت تنفعني في إرضاء الطرف الآخر وسأحرق جميع سنداتي التي جعلتها هبة لمن وثقت به

وسأترك الغبار يكسي طاولتي التي طال ما استقبلت عليها أناساً استخسروا لأجلي الشفقة على حالي

وسأغلق مكتبي للأبد

لأنني لم أعد أرغب ببيع قلبي مقابل الحب الذي حلمت فيه لسنين طويلة

تكفيني تلك السنين التي عشت بها أبني أحلامي من أوهام وأجعل ثقتي بيد كل من يطلبها

ومنحت قلبي لكل من أراد أن يستدينه حتى لم يعد قابلاً للاسمتعمال

حتى صبري تبرعت به لصالح تلك الجمعيات المفترية والمدعية بمساعدتي بعدها

فلم يبقى لي الآن سوى حطام قلبي الذي كسر ورماد أحلامي التي أحرقت عنوة بنار الحب اللعينة

لقد جعلوني أكره الحب وأنا من جعلته بيوم من الأيام شعاري

وجعلوني أخاف من المستقبل وأنا التي كنت أتفائل به لغد أفضل

لم أتوقع يوماً أن هذه المهنة تعني استقبال الكثير من الهمجيين ومشاهدتهم وهم يحطمون الذكريات الجميلة التي تبنى على أساسها الأمال

دون التجرؤ على اعتراض طريقهم أو النطق بكلمة واحدة

لم أعلم أنني بهذه المهنة سوف ألتقي بكل المنافقين الذين لا يعرفون سوى حب الذات

ولم يخطر ببالي أنني هكذا أفتح مكتبي للذين لا يستحقون رؤيته حتى وعندما يأخذون كل ما لدي تنتهي مهمتي

ولكنني الآن سأسافر

قبل أن يأخذوا كل شيء

سأهرب وآخذ معي آخر ما تبقى لي من هذا الحطام

سأسافر إلى عالم بعيد جدا

بلاد لا يعرفها أحد

سأكتشفها بنفسي وأعيش بها لوحدي برفقة بقايا ذكرياتي

علني أجد الهدوء لأعيد قلبي كما كان قويا

لكنني هذه المرة لن أغادر مكاني أبدا

ولن أعرض على أحد شراء قلبي

ولن أعمل بتلك المهنة البغيضة

أريد أن أعيش في غربتي دون أن أرى أحدا

علني أعيش في جزيرة منسية

يحيط بها بحر الموت وتزورها طيور الجحيم

مليئة بأشجار مظلمة

أريد أن أنام بجو غريب

أريد أن أعيش كالمجنون فأنا أعشق الجنون

ولكنني سأعيش جنوناً هادئاً وحيداً لا أسمع فيه سوى أصوات الحزن والحسرة




وصفوني بالجنون

ووصفوني بالمريضة النفسية

وألصقوا بي تهمة الكذب

لكنني أريد أن أقول أني

أجد سعادتي في حزني

جنون في منتصف الليل

لدي سؤال يحيرني منذ سنين ولم أجد الجواب الشافي

سؤال شغل كل تفكيري وبنيت على أساسه كل أحلامي

هل هناك من يعرف معنى السعادة مثلما عرفته؟؟

هل هناك من وجد معنى الرضا مثلما وجدته؟؟

هذا هو السؤال الذي سيجيب عن كل أسئلتي الباقية

ضاعت مني كل أحلامي وأمنياتي التي حلمت بها

لقد اندثرت وغادرت بسرعة كإعصار همجي لا يدمر سوى الدمار ولا يميت سوى الميت

لقد أصابني رغم إصابتي وأماتني رغم موتي فحزن عليّ الحزن وأشفق علي

لمَ جاء هذا الإعصار الآن؟

لمَ أفاقني من غيبوبتي؟

لمَ شفاني من أحلامي المستحيلة ؟

لمَ حررني من قيودي؟

لقد محى كل الكلمات المؤلمة التي كنت أكتبها وأضاع كل أغاني الحزن التي غنيتها في غيبوبتي

لمَ كل هذا الإجرام؟

ألا يعرف هذا الإعصار الرحمة

ألا يعرف أني أعيش كالمجنون؟

ألا يعلم أنني أعشق تلك القيود التي حررني منها

لقد بذلت أياماً وسنيناً لأتقيد بها

لقد كانت قيود مصنوعة من طيوف عابرة

جمعتها في ذاكرتي ثم صنعتها أجمل قيود عرفتها لأتقيد بها حتى لا أخرج من نطاق من عذبني وترك تلك الجروح في قلبي

لقد أردتها حقاً! فقد كانت الشيء الوحيد الذي يربطني به الآن لأنه لم يترك أي رسالة ولا أي ذكرى

حتى نظراته العالقة في مخيلتي أراد محيها

وصوته الذي حفظته وأصبح أجمل ألحان حياتي أراد أن ينسيني إياه

لا أعلم ما سبب كل هذا التمنع

لم نبقى معاً سوى يومين والآن يريد ثمن الضحكات التي ضحكتها لأجله، وثمن الأغاني التي غنيتها له، حتى ثمن الحبر الذي كتبت بواسطته رسائلي التي لم يكن لها أي أجوبة لديه

ألا يحق لي أن أحزن؟؟!

إنني أحزن لأنه سبب حزني وإذا حزنت فسأستحضر ذكرياته

إنني أبكي لأن الدموع التي أبكيها الآن كنت سأبكيها لو لم أعرفه

إنني أكتب قصائد الموت كل يوم لأنني أكتب عن موت كل ما أملك وخاصة أن السبب الوحيد لموتها كانت كلماته

إنني أحب أن أبقى مريضة

فبمرضي لا أسمع إلا صوته ولا أرى سوى صورته ولا أذكر سوى لمساته

رغم أنني أعيش حالة جنون مأساوية إلا أنني أعشقها

فبكل حركة أذكره وبكل نوبة جنون أذكره إلا أن وصلت لحالة جنون دائمة لا تنتهي

فجنوني الآن لن يقتصر على ليلة واحدة بل على كل الليالي

سأبقى مجنونة أعيش حياة المجانين وأنادي كل ليلة كالمجانين لأنني أعشق الجنون

لولا الجنون لكنت الآن في عداد الأموات

إذ كنت سأذكر أحلامي التائهة كل يوم وأتحسر عليها

أما الآن فأنا لا أتحسر على شيء ولا أتمنى سوى أن أبقى هكذا مجنونة تعيش بعالم الجنون

وكل يوم في منتصف الليل سأنادي من كان سبب جنوني

أنادي حبيبي العاقل الذي عشت معه أجمل حالة جنون

سأكتب قصتي يومياً في منتصف الليل وأحكيها للنجوم وأوصلها للقمر

سأغني تراتيل الجنون كل يوم في منتصف الليل وسأسمعها لكل من أبقاه الحزن ساهرا

وسأعزف الألحان التي طالما سمعت العصافير تعزفها أثناء سعادتها

أريد أن يعلم كل العالم أنني أعيش أجمل نوبة جنون



صراع جديد مع الألم أوقظ إحساسي به

غريق يمشي على الرمال

هناك على أمواج البحر ستراني

بين الأصداف التي تغني بصمت

فوق الرمال السمراء الخانعة لضوء الشمس

هناك ستراني

بين الهدوء والضجيج

بين أنات الليل ستراني

بين الفجر والغروب ستراني

لأني ذاك الغريق الذي يمشي على الرمال

أنا التي ماتت بين غموض البحر

أنا التي ماتت بين طيات الليل

أنا التي ماتت على سطور الصمت

أبحرت في بحر أسود لا أعرفه

فهاجت أمواجه واضطربت لتحملني هنا وهناك وتغرقني

شعرت بالاختناق

شعرت وكأنني ابتلع جميع مياه الوحدة

شعرت بأنني لا أستطيع تنفس هواء الحب

شعرت كأنني أغوص في بحر اليأس

فها أنا أغرق لأطفو من جديد كما يطفو بصيص الأمل الصغير على عتمة الليل الحالك

وها هو بحر اليأس يلفظني على شواطئه لأن يأسي وتشاؤمي قد غير طعم الملح فيه إلى علقم

فأعود لأمشي على الرمال

لأتخبط بين الرياح التي ترفض ملامستي

فرما أحولها لإعصار هائج بجنوني

لقد عدت للحياة من بعد الغرق بعينين سوداوين

تعكسان الواقع حولي بمرآة مشوبة

فأنا أرى النوارس البيضاء غرباناً

أرى الأسماك حيتاناً

أرى السفن عيداناً

سأشعل بها جحيماً على الموانئ

وسأكتب على الرمل في كل يوم

قصة حب عاشها غريق يمشي على الرمال

الخميس، 30 يوليو 2015




سقوط العاصمة

ها أنا أستعرض شريط حياتي الذي صورته منذ بدأت

ها أنا أودع آخر ما حلمت به

هاأنا أودع آمالي

بعد أيام سيضيع هذا الشريط وستحترق جميع الصور

بعد أيام ستسقط العاصمة

يومان فقط وستسقط عاصمتي التي لم ألبث أن أقوم ببنائها حتى هدمت فوق رأسي

هناك من يحاول هدمها، هناك من يحاول تدمير حياتي

هناك من سيبيع ذكرياتي ليشتري سعادته

هناك من يحاول أن ينسيني عذلبي الممتع ليرضي شهرياريته

إنه ظلم ذلك الذي يفعلونه بي

ظلم أن يهدم ما عمرته دون أن أؤذي أحداً

لقد قمت ببناء دولتي الخاصة بعيداُ عن الالم وسكنت بها وحدي، وأدخلت عليها بعضاً من تجاربي بل ربما كلها لأضيف نوعاً من الزخارف والزينة النادرة

ولكنني قبل شهرين فقط شهدت الذكرى الخامسة على تأسيسها وتشييدها

وبنفس الوقت شهدت بداية لذكرى سقوطها

عظيمة هي تلك اللذة التي يشعرون بها الآن

إنني أرى ذلك من خلال نظراتهم وأسمع ذلك عبر كلماتهم

وعظيم هو ذلك الألم الذي يحاصرني الآن ويمنعني من الهروب

فهم لم يكتفوا بإسقاط عاصمتي وإحتلالها

بل عمدوا إلى أسري

لقد أسروني بين خيالاتي

لقد شعرت البارحة بروعة ما بنيت من أبنية وما وزعت في أسواقها من حلي فلسفية نفيسة

والبارحة أيضاً حصدت ثمار ما زرعت في مدينتي

لكنني صحيت اليوم لأرى بنادق الأنانية تطل من أسوار المدينة

صحيت اليوم لأجد سلطة الإقطاعيين قد سيطرت على كل ما أملك بعد أن جردتني منه

الفائدة الوحيدة التي سيجنونها من ذلك هو القضاء على حياتي في أولى مراحل حياتي وقتلي بعد مولدي بأيام قليلة

لتطمئن نفوسهم الدنيئة

قبل شهرين تشردت في شوارع المدن الغريبة كالمتسولين

قبل شهرين عشت حياة الأيتام

فناموا ملئ أجفانهم تلك الليلة

وأرضوا غرورهم وسقوا غدرهم بألمي

فمبارك عليهم حطامي

وهنيئاً لهم بيأسي

الآن بدأت أدرك مدى ضعف المرأة الذي طالما سمعت عنه

فرغم كل احتياطاتي وجميع إجراءاتي الأمنية

استطاعوا أن يحتلوا مدينتي فقط لأنني امرأة

فلم يجدوا العناء في استغلال نقطة الضعف تلك فكانت مهمة سهلة من إحدى المهمات التي ينفذونها يومياً

رسمت أحلامي وها هي الأيام تمحيها

كتبت تجاربي وها هي الأيام تسكب الحبر فوقها لتشوه حضاراتي

أسست دولتي وها أنا أشهد سقوطها

فرجائي الوحيد في كل ما بقي لي من أيام حياتي

ادفنوني هنا على أسوار عاصمتي بجانب حطام بابها

لا تدفنوا معي شيئاً آخر

فكل ما لدي سقط يوم سقوط عاصمتي

فقط ادفنوني واجعلوني أرقد بسلام



إلى من سألني من أنا

إلى من حاره أمري

إلى من أهملني بجهله بي

سأنثر بضع كلمات هنا ليتها تصلح تعريفاً عن “الأنا” التي أحتضنها

أنا ذلك الجرح السديمي الذي طالما نزف ولكنكم لطالما هربتم من الجروح وعملتم على قتلها بمداواتها

أنا فكرة هائمة في فضاء العالم لكنكم طالما رفضتم الأفكار وتمسكتم بأقوال حفظتموها عن أجدادكم

أنا نظرية عجز العلم عن إثبات صحتها ولكنكم طالما ابتعدتم عن النظريات وسعيتم وراء البراهين

أنا اليأس تجسد على هيئة إنسان وأنتم طالما هربتم من اليأس وبحثتم عن من حسبتموه يفرحكم لكنكم مخطئون

أنا لغة بلا حروف وبلا أبجديات وأنتم طالما خفتم من المجهول وأحببتم التعاريف

أنا دمعة نزفتموها في أحزانكم وأنتم طالما هربتم من الأحزان ونسيتموها في أفراحكم

أنا إحساس رسمه السحاب وأنتم طالما أحببتم الدوام وتركتم الزوال

أنا أنثى عجز شعراؤكم عن وصفها وأنتم طالما سعيتم للموصوف

أنا الحياة بأكملها بأفراحها وأحزانها، بأملها ويأسها، بعنفوان شبابها وحكمة شيخوختها، أنا الحياة بفقر فقيرها وغنى غنيها، أنا اليتيم وأنا الأرملة وأنا الثكلى

أنا أغاني الحقول وأنات الشجر

أنا القمر بنوره والليل بظلمته

أنا من قرأت كتاب الحياة وحفظته عن ظهر قلب فأصبحت نسخة أخرى منها

ولكنني الآن أدركت أن الإنسان لا يحب الحياة

وكل من يتظاهر بحبها فمؤكد أنه لا يعرفها

لا تسألوني مجدداً من أنا

وإن لم تدركوا شيئاً مما كتبت

فأنتم بلا شك صم بكم لا تفقهون

أعمت أقنعتكم بصيرتكم

ويا أسفي عليكم ويالشفقتي


الساعة الرابعة بتوقيت الأرق

والمحاولة الإنقلابية التاسعة على القلق

لكن دون جدوى… ومحاولة عاشرة بدأت الآن

أغمض عيني باعتيادية صماء

وأدلف عبر باب الحلم الواقع بين اليقظة واللايقظة، بين الجنون واللاجنون، بين الوعي واللاوعي، بين المستحيل والواقع

ورقة بيضاء وقلم رصاص “مفاتيح حلمي” تأكدت من وجودهما وانطلقت..

انطلقت للمكان الذي أحب .. هناك حيث حلمي قابع في يأس، ريثما أصل أنا الأخرى بكامل يأسي وأبدا بتصميمه وهندسته مرات ومرات ودون كلل

لا أعلم لماذا تضيق هذه الدنيا الرحبة بحلم طفولي كحلمي

لا أعلم لماذا تصر على دفعي لأضيع في سراديب الحياة وكل ما أحلم به يستطيع أي طفل تحقيقه

فأنا لا أحلم إلا بكرسي أخصر اللون أركن إليه عندما تثقلني أسئلتي، فأرتمي هناك مبعثرة الفكر

أحلم بخمس ياسمينات وفي وكل واحدة خمس وريقات أرى فيهن شريعة الحياة

أحلم بكتاب لا ينتهي

أحلم ببحر وسفينة وثلاثة طيور سنونو بيضاء

أحلم بدرجتين أرتقي عليهما فأقص أقاصيص نفسي

أحلم بصندوق مليء بالوريقات الملونة أسميها كما أشاء وأصنفها كما أريد

أحلم بأغنية للربيع بطعم الحب

أحلم برحلة خريفية بلحن الأمل

أحلم بعصفور أصفر ولوح من طباشير

أفتح عينيّ حين يناديني النسيم

يدعوني لوقفتي التأملية اليومية أرقب القمر ونجمتين مخلصتين ترابطان على طرفيه هما ملهمتيّ

أبثهما حلمي فيجسدانه على هيئة ملامح كنت قد عرفتها

ويصوغانه كصوت أحب أن أسمعه

فأرى حلمي وقد استحال إليه

فأبحث عنه رغم معرفتي بمكانه

أفتش في ذاكرتي فأدركه، أفتش في الحاضر فأضيع

أرقب الأيام علها تنقذني، فأراها قاسية غير عابئة بي أو به أو بحلمي…

أسلك طريق الوحدة فيتحول

أطرق باب اللقاء فيوصد

فأسارع برسم زوبعة قد أعياها الجنون وألقي بها سلة من علامات الاستفهام ودفتراً بأوراق سوداء وبندقية..

وأبحث عن شجرتي الصفراء علها تؤنسني وأتقي بأغصانها العارية قطرات المطر الحارقة… وأنتظر..

ثرثرة قبل النوم



يجتاحني القلق بكل رعونة، ويعتريني حنين لم أعتده..

تلمّ بي أحاسيس هي خير معبر عن موقفي

فلا أجد مخرجاً لهذا الحال سوى رسالة

أستبت حرفاً، أستعطف كلمة، وأستجدي من ذاكرتي عطفاً

ولكن لا جدوى فقد أضعت أبجديتي في جلسة صمت

وتبعثرت حروفي في بحر من شك

أنظر بعيداً وأطرق باب الذكرى وأنّى لي الذكرى!! فما عمر حلمي سوى يومين!

أستذكر شيئاً من بديع، أو بحراً من بحور الشعر..

فتعلن دواوين الشعر تمنّعها، وتحل عليّ لعنة الأدب

أقف حائرة أمام سخرية القدر هذه..

كأن المعاني قد نسيت طريقها إلى مخيلتي فأمسى حالي كشاعر لا يجيد الغزل

يتوه قلمي في هالات الفصاحة والبلاغة فيشوهها!!



لكن مالي وما لهذه الرسالة، فليكن بوحاً ارتجالياً..

ولكن ما فائدة ارتجال الأطفال؟! فليس إلا صراخاً وودموعاً



حسناً إذا سأثرثر مع ذاتي ولن أشرك في ثرثرتنا هذه شخصاً آخر

فأنا أعي ذاتي جيداً، فهي دائماً ما تخونني عندما أضعها بغتة أمام مفترق طرق، فترتدّ عائدة إلى الوراء

لا أعلم ما قلت وما سأقول وما يجب أن يقال..

لا أعلم إن وصلت إلى شواطئ السكينة أم لا..

أذكر أن هناك من حاول إيصالي لكنني أعود وأخوض في عرض البحر لأرمي ذاتي هناك وأعود دونها

فقد أنهكتني مواسم تعذيبها لي التي لا تنقطع

أنهكني عنادها وتشبثها بالأوهام

أنهكني تململها وبكاؤها وشكواها

أنهكني عشقها للماضي وهروبها من المستقبل

أنهكني خوفها وهلعها وارتباكها

أبحث عن كتاب ما ليخرجني من حياتي هذه إلى حياة أخرى

لكنني لا أجد سوى كلماتي مبعثرة هنا وهناك

إنها سخرية الأقدار مرة ثانية..

فلم يحدث أبداً أن تخلو طاولتي من كتاب إلا حين أريد أنا ذلك، لكن أن أحتاج بشدة إلى أي كتاب ولا أجد شيئاً فلا بد أنها مكيدة..

أبحث عن صديق ما، أفتش بين الأسماء فأراها مجرد رسوم لا تعني لي شيئاً ولا أعني لأصحابها شيئاً… فما جدواها إذاً؟

أجيل النظر حولي جيداً فلا أرى سوى كلماتي فأهرب منها إليها

أصغي إلى ذاتي فأراها محقة في كل ما تقول وكل ما تفعل

فليس ذنبها إن كان للأوهام أقنعة ملونة مزخرفة

وليس ذنبها إن كان الماضي يوحي بالطمأنينة لأننا نعرفه، وإن كان المستقبل يوحي بالخوف لأننا نجهله

وليس ذنبها إن خُلقت بضمير حي لا يرحم

وليس ذنبها إن جُبلت على الخوف من إيذاء الغير

وليس ذنبها إن كانت مراجعة أفعالها من واجباتها اليومية



أحاول أن أضع ذاتي بعيداً وأفكر….

وهذه أول مرة أفكر على هذا النحو:

لعله من ضيق تفكيرنا أنه كلما حل بنا خطب نتمنى أن يتوقف الزمن وأن يضع الموت يده على كل ما يمت للحياة بصلة بدأاً من أنفسنا وانتهاءً بهذا الكون، ونرشق الحياة بشتى أنواع الصفات البغيضة، وكأننا صُدمنا حين رأيناها تعد لنا بعضاً من أطباق الألم.

ولكن من قال أصلاً أن الحياة هي دار رخاء؟

وما الفائدة من حياتنا إن كنا نملك كل ما نروم الحصول عليه دون أن نتعب أنفسنا في إقحامها في مشقة البحث والسعي وراءه؟

يحضرني هنا بيتين للتهامي ذكرهما الطنطاوي في كتابه صور وخواطر :

أهتز عند تمني وصلها طرباً *** ورب أمنية أحلى من الظفر

ولعل هذا الأمر لا ينطبق على الحب فقط وإنما على كل ما نسعى للحصول عليه

فإن نظرنا وتأملنا ملياً في حياتنا وبحثنا في كل خطوة خطيناها وفي كل درب سلكناه لن نجد إلا الشوك والألم يطاردنا أينما التقتنا وأن أنفسنا قد عافت الدنيا لما تكادبه من كمد وتبريح

ولكن إن نظرنا إلى تلك الخطوات نفسها والدروب ذاتها واضعين نصب أعيننا أهدافنا وغاياتنا، لوجدنا فيها متعة تفوق متعتنا حين وصولنا إلى مآربنا وسنرى تلك الأشواك والآلام تزين لنا أحلامنا بدل أن تثبط من عزمنا

وما أردت قوله باختصار أننا غالباً ما نتبرم من أيامنا التي نلهث ونعدو فيها خلف أحلامنا لأننا نطمع في سعادة أكبر هي لحظة تحقيق ذلك الحلم، لكن إذا كنا غالباً لن نستطيع تحقيقه فلماذا نحرم أنفسنا متعة الشقاء لنيل ما نريد؟

أليس شقاؤنا في سبيل ما نحب هو متعة؟!



لم أعتد أن أتخذ من الفلسفة منبراً

لكنني فعلت ذلك الآن

لعلها ذاتي الهائمة بضياعها وإلحاحها قد أوصدت كل باب للعقل

لكنني أحن إليها الآن وأشفق عليها وأبحث عنها، فلا يعقل أن أعيش في انفصال عنها


سئمت من الكلمات التائهة التي أكتبها
أراها غير مترابطة وغير مفهومة
وتعبر عن شيء واحد فقط هو أنني تائهة مثلها
أمسكت قلمي لأكتب شيئاً لكنن لم أكتب وإنما رسمت زوبعة وعندما انتهيت رسمت واحدة أخرى
قد تقولون ما فائدة الزوابع فهي أيضاً رمز للضياع؟
وقد تقولون أن الكلمات أكثر رشاقة وأقدر تعبيراً من الزوابع المتشابهة، لذلك من الأجدى لي أن أعود إلى كلماتي
ولكنني أقول أن ما ترونه متشابهاً ليس كذلك
فلكل زوبعة أرسمها قصة تختلف عن قصص الزوابع الأخرى ولكل زوبعة اسم وصورة خاصين بها

إن للزوابع والأعاصير فلسفة لا يفهمها الكثيرون
فأنت إن وقفت بعيداً عنها تخاف من اقترابها إليك في أية لحظة، وقد يقتلك خوفك قبل أن تقترب فعلاً وتقتلك هي
لكن إن هرعت إليها ورميت نفسك بين حلقاتها، ستنسى نفسك وستنسى خوفك
وعندها إن قتلتك فستقتلك بهدوء دون أن تشعر بشيء
وإن لم تقتلك فستعيدك للحياة بذاكرة جديدة لا تعرف الخوف لأنها بدوارها تمحي كل ما في نفسك من آفات وتخلصها مما يعتريها من شوائب النفس ثم تطهرها وتنقيها لتبدأ فيها حياة جديدة بذاكرة جديدة

لذلك فإنني أرسم إعصاراً لأنني لا أجده في حياتي ليهبني حياة جديدة، فأرسمه عله يستحيل حقيقة


هلوساتي الفلسفية بنكهة الشتاء



أشعر برغبة ملحة في التخفي أو بمعنى أدق الاختفاء ..

وخاصة في الأيام الأخيرة أشعر برغبة في التحول إلى خيال .. إلى وهم .. إلى لا شيء

لا أريد أن أرى أحداً .. ولا أريد لأحد أن يراني

أريد أن أبقى وحيدة في الظل ..

ما مصدر كل هذه الرغبة؟
لا أدري

كل ما أدريه أنني أصبحت أطيل ساعات جلوسي وحيدة في الظلام أتأمل!

ماذا أتأمل؟
أتأمل الظلام .. أتأمل اللاشيء


إلى الآن لم أستطع معرفة سبب رغبتي بذلك .. هناك شيء في داخلي يلح عليّ كي أختفي .. شعور لا أدرك كنهه

أحيانا أشعر بأنني كائن متطفل في هذه الحياة، أتلصص على حياة الآخرين، وليس لوجودي معنى!

لما لا أكون مثل أوراق الأشجار؟!
لا أدري لماذا تبادرت إلى ذهني أوراق الأشجار الآن؟
لكنها تخدم شعوري في هذه اللحظة

في الصيف ترى هذه الأوراق مشرقة تضج بالحياة ومفعمة بروح الشباب، توحي لناظرها بالأمل والعمل

لكنها لن تبقى على هذه الحال طويلاً، إذ لابد أن يداهمها الوهن ويغتال شيئاً من نشاطها وبريقها، فتذوي وتذبل وتصبح هشة، لا تستطيع مساعدة أحد، هي تحتاج من يساعدها، وعند أول نسمة ستسقط!

إن هذا السقوط في ظاهره ضعف، تسقط الأوراق نتيجة ضعفها غير قادرة على تحديد مصيرها، إنها فقط ستختفي!

كيف ستختفي؟ هل ستتحلل في التربة؟
لا ندري

لكننا لو نظرنا ملياً سندرك أن ما نراه ضعفاً ليس بضعف، بل على العكس إنه من أعظم مظاهر القوة

ستختفي هذه الأوراق وتغرق في حالة من العزلة المؤقتة، ستبقى مطروحة على التربة ينهكها عويل الأيام الماضية، وستمتزج بالمطر، لتكمل دورة حياتها وتعود خضراء يانعة كما كانت

إذاً هل أريد أن أختفي على أمل العودة بقوة أكبر؟
ربما نعم..
وربما لا!

يذهلني هذا الارتباط بين النفس وبين الطبيعة، حتى وإن كان ذلك يعني موسمية حياتي، وليست مجرد موسمية عادية، وإنما موسمية مرتبطة بفصول الطبيعة، بمواسمها

“موسمية المشاعر” … ربما أنا كذلك!



فتحت عيناي واذا بي مستلقية في فراش وكل ما حولي أبيض، حاولت النهوض لكنني لم أستطع،فقد كنت مقيدة بخيط على رأسه ابرة غُرِست في معصم يدي لايصال الدواء منها.
نعم أنا مستلقية في سرير في المستشفى لا أعلم متى وكيف ولماذا أنا هنا، لكن ما أعرفه أنني استيقظت لاجد نفسي وحيدة، وحيدة كعادتي 
أغمضت عيناي لوهلة وخطرت على بالي عدة تسائلات 
أين من أسميتهم أصدقائي؟
أين من قالوا معا الى الأبد؟
أين كل اولئك الذين كانوا يقولون أحبُّكِ وأشبعوني كلاما فارغا؟
أين أنتم مني الآن؟
لا تعلمون حتى ان كنت على قيد الحياة أو لا!!
استفقت ويا ليتني ما استفقت يا ليتني ما عدت لأجد نفسي وحيدة مجددا 
أتمنى في هذه اللحظة أن أغمظ عيناي وافتحهما لأجد كل أحبابي بجانبي يبتسمون لي فتدمع عيني من شدة الفرح فقد مللت دموع الحزن التي أبت أن تفارقني.
أريد أن أنام ولا استيقظ أبدا...حقا أشتهي نوما أبديا

أحبكم يا من سكنتم القلوب 
أحبكم للأبد يا من أهملتموني
أحبكم يا أصدقائي...
ان حدث ما أتمنى أذكروني بالخير رجاءً فأن رضيت بقدري كيفما كان فقط اريد منكم ان تذكروني بالخير



كل يوم أبتعد فيه عن الكتابة ازداد فيه بعداً عن نفسي .. وفي كل مرة أحاول استرجاع كلماتي أجد صعوبة في التعرف على ذاتي ..

شيء ما يشبه الزوبعة يلف حياتي .. تلك الزوبعة التي اعتدت رسمها دائماً على أطراف أوراقي ودفاتري عندما يصطحب ذهني التائه قلمي ليتيه معه

في كل مرة أنظر فيها إلى نفسي .. إلى حالي .. أجدني ضائعة .. تائهة تحيط بي الأعاصير من كل جانب .. وكما أن الأعاصير تصطحب ضيوفها في رحلة لا عودة فيها .. أرى تلك الأعاصير قد اصطحبتني معها وأخشى من عدم رجوعي!

أنظر حولي فأرى فراغاً .. تائهة في صحراء لا بداية لها ولا نهاية .. وشمس التيه هذه قد أعيت جسدي الصغير .. أبحث عن شيء ما أستند إليه فلا أجد .. أبحث عن شخص أستند إليه فلا أجد أيضاً .. أبحث عن سراب أعزي به نفسي فلا أجد ..

وفي غمرة إعيائي هذا أجلس لأخلق سرابي الخاص!

وكغجرية عتيقة كتلك التي اعتدنا أن نقرأ عنها في الروايات والتي لازال اسمها مرتبطاً في ذهني بسحر خاص .. أفتش عن تعويذة سحرية تخلق سراباً ..

ولكني لا أملك سوى بعضاً من رماد عمري وحطام أفكاري والكثير من خيبات الأمل
أحاول أن أجمع شظايا حياتي هذه وأصنع منها ملامح السراب

لا أدري إن كنت أنا من يلاحق السراب أم أن السراب هو من يلاحقني .. لكن كل ما أدريه أن حياتي لا تستقيم بدونه
ولا أرى نفسي إلا أنني خرجت من مأزق لأدخل إلى غيره ..

أدرك أنني تورطت بالاعتماد على السراب .. وأن السراب هو وهم .. وأن الوهم ليس إلا مخدر سأصحى منه بخيبة أكبر .. أي أنني أعتمد على لا شيء
لكن في ذات الوقت أصبح هذا السراب حقيقة لا أرى منه فكاكاً لكي أبقى على قيد الأمل ..

ولا زلت أعجب من نفسي .. كيف خلقت هذا السراب من نسيج المستحيل .. وجعلت منه دواء لعلاج صدمتي من كونه مستحيلاً ..

لا أستطيع التوقف عن التفكير بأني لا شيء أعيش لأجل لا شيء

أشعر كأن عروقي قد جفت .. وكأنه لا دماء تجري فيها

أشعر أن كل الهواء الذي أستنشقه ليس إلا أنفاس جافة تجعلني جثة ذابلة تنتظر الموت

أشعر كأني أعيش في عالم أبيض وأسود فقط، لا ألوان فيه … أي أنه في هذا العالم لن ترى إلا أشخاصاً قد اقتنوا كل السعادة وأشخاصاً قد حرموا منها نهائياً وليس هناك من حل وسط

لازلت أمشي في ذات الطريق الذي اخترته منذ أربع سنوات .. ولا أدري إن كنت أمشي في الطريق الصحيح أم أنني ضللت سواء السبيل

أدرك أنه طريق طويل وموحش، لكنني لازلت أمشي، وبين الفينة والأخرى أقف قليلاً لأبكي علّ دموعي تروي بعضاً من جفاف عمري

لا أعلم ما الفائدة من السير في طريق طويل وخال من أي شخص غيري، فالسير على هذا الحال يملأني ضعفاً ويحثني على التوقف، فما جدوى السير في صحراء لا تدري إن كان لها بداية أو نهاية!

حسناً..

أيتها الحياة ..

أعلم أنك لا تعلمين سوى الغدر لغةً

وأعلم أنني إن ائتمنتك فإنما أنا أرمي بذاتي في الجحيم

لكن على الرغم من ذلك أسألك أن تمنحيني تذكرة للعبور إلى عالم الأحياء

علميني كيف يمكن أن تتسربل أيامي بحلة بهية من الألوان من فضلك

لأني أخاف أن ينقضي عمري دون أن أهنأ بالعمر لحظة

إني أودعك أمنيتي هذه كمن يودع رسالته في البحر، وسأرقّع أمنيتي برقعة من أمل علني أتفاءل قليلاً بأنك لن تخذليني هذه المرة كما اعتدتي أن تفعلي.


يبدو أنني شخص عالق في الضباب، عالق في المجهول الذي يبدو بلا نهاية

لقد طال بي الاكتئاب واستفحل .. أشعر بأنني سأكتئب إلى الأبد

تعتريني حالة من الملل، الاشمئزاز والسخط على الحياة، لا شيء يهمني في هذه الحياة حتى الحياة ذاتها باتت بالنسبة لي أمراً لا معنى له، إنني أعيش كالشخص الذي يدرك بأنه لا يبعد عن الموت إلا ساعات قليلة من الزمن، فلا يقيم لأي شيء وزناً

توقفت في الفترة الأخيرة عن متابعة الكتابة في يومياتي، على الرغم من أنني أمتلك الآن العديد من المسودات التي لم أنشرها، لكنني ببساطة مللت الاختباء خلف تلك ال”هي” .. أعود أحياناً لقراءة تلك اليوميات فأرى فيها أحياناً معانٍ عميقة وأحياناً أخرى أراها خاوية من أي معنى
لا أرى معنى لما أكتبه الآن، فما الفائدة منه؟ من سيقرأ؟ ولماذا سيقرأ؟ وماذا سيستفيد في حال قراءته؟

في الفترة الأخيرة باتت فكرة كتابة رواية تفرض نفسها على تفكيري بشكل رهيب، كل شيء جاهز بانتظار قراري بالبداية، لكنني أرفض حتى التفكير بالأمر، الكلمات تعرض في مخيلتي كل يوم ولكنني لا أدوّن شيئاً منها وأخشى أن تختفي يوماً لكنني غير قادرة على التفكير أو اتخاذ أي قرار، فيوم أراها فكرة عبقرية، وفي اليوم التالي أراها مجرد فكرة ساذجة

أصبحت متطرفة تجاه نفسي، فيوم تراني مفرطة في النشاط، ويوم آخر أتحول إلى جثة هامدة لكنها لازالت على قيد الحياة، لا حلول وسط لديّ

لا أعلم أين سأصل، لكن كل ما أدريه أنني أبتعد .. أبتعد عن نفسي .. عن أصدقائي .. عن أفكاري .. عن أحلامي .. أبتعد عن الحياة

أنا شخص ميت لكنني مع الأسف لازلت أتنفس لأشهد تفاصيل موتي هذا

لقد عدت مجدداً لطرح تلك الأسئلة الوجودية: من أنا؟ ولماذا أعيش؟ ومن أكون؟ ولماذا أكون؟ وكيف سأكون؟ ومتى سأتوقف عن كوني أنا؟!

وعدت للتفكير بجدوى العديد من الأمور التي لا جدوى منها، ما جدوى التحصيل العلمي إن كنا سنرمي ما حصلنا عليه عند أول فرصة سانحة؟ ما جدوى التمسك بالأخلاق والتي باتت حالة طوباوية إن كنا نعيش كحملان غبية في مجتمع مليء بأشخاص مقنّعين؟ ما جدوى الزواج إن كان كل من الطرفين يحمل في ذهنه قبل الزواج فكرة استغلال الطرف الآخر بأقصى ما يمكن حتى لا يكون هو الضحية؟ ما جدوى العمل إن كان سيحولنا إلى آلات ويجردنا من إنسانيتنا؟ ما جدوى الحب إن كان سينتهي بالفشل؟ ما الجدوى من إنجاب الأطفال إن كانوا سيتحولون لبيادق يحكمها الآخرون؟ ما جدوى التفكير بالمستقبل إن كان واضح المعاني فهو بذلك ليس إلا أحد أشكال الحاضر؟ ما الجدوى من الحياة؟


أحسست بشبح النسيان يدنو من ذاكرتي ليمحي أحلى حالات حزني

فأردت أن أخلد بطل رواياتي

إلى معذبي

إلى من أسميته ملاذي الأخير

إلى من أهديته أحرفي وكلماتي

إلى من أمنته على مشاعري

إلى من جعلته صديق قلبي

يا أيها المجهول الصادق إنني أحمل في قلبي لك وعوداً لن يعدك بها أحد غيري

إني أحمل لك في قلبي أحاسيس لم أحسها مع أحد غيرك

لقد جمعت كل أفكاري ومزجتها مع مشاعري وصنعت لك منها هدية

وأنا حقاً أريد أن أهديك إياها

لكن أريد أن أسألك

هل تعلم أنه من يوم رحيلك لم أعد أدرك الألوان..؟

من يوم رحيلك لم أعد أدرك شيئا

لم أعد أجد الوقت لأفعل أي شيء

فقد كان قلبي مشغولاً بجمع جراحاته التي تركتها الأيام

لقد تركت قلبي يلملم آلامه وعذاباته وحده

دون أي مساعدة كعادتك…. لماذا؟

لماذا لم تحمل عن قلبي هذا العبء الثقيل؟

وبل تركته يحمل المزيد من ذلك الألم اللعين الذي تركته له

لماذا رحلت غير آبه بمصيري، بعذابي، باحتراقاتي

ألم تعد دموعي تؤثر بعواطفك؟؟

ألم تعد دمائي تهز شيئاً من رجولتك؟؟

هل أصبح منظر احتراقي أمامك كل يوم من روتين حياتك

أنا لم أعتد عليك قبلاً بهذه الخشونة

ربما لم أعتد عليك أبدا

ولكن رغم كل ذلك سأهديك مشاعري وأحاسيسي

لقد صنعتها البارحة وغداً سأحملها وآتي بها إليك لأقدمها

لكنني أنتظر منك بالمقابل كلمة واحدة وإحساس واحد فقط

صدقني إني أراك الآن في قلبي وأمام عيني .. أراك في حبر قلمي، أراك في طيات أيامي

أراك في صفحات كتبي

أراك على تلك الغيمات في نهار مضيء

أراك بجانب القمر في أواخر كل شهر

أراك مع رياح الصيف وشمس الشتاء

أراك تفرح مع أزهار الربيع

أراك تحزن مع أوراق الخريف

أرى دموعك بعد كل عاصفة

وأسمع صوتك في كل ليلة باردة

لم أعد أراك فقط في حلمي بل حتى في أشد حالات وعيي

بالأمس رأيتك تجلس بجانبي عند الغروب

وقد كانت أمسية رائعة ولكن المحزن فيها أنني صحيت أخيراً لأيقن أن تلك الأمسية كانت أسعد حالات حزني وأجملها على الإطلاق

أتصدق لقد أهديتني أيضاً باقة من زهر البيلسان الهادئة التي أراك دائماً في أوراقها صامتاً لا تتكلم

لكنني أعشق صمتك ذاك وأعتدت عليه

إنني أدمن ذكرى أيامك القليلة وأعيش معها

إنني أراك دائماً ولا أنساك

فلم تصر أن تبق ذلك المجهول المعشوق ولا تلعب معي دور العاشق

لم تصر أن تكون أنت المعذب ولا ذوق كأس العذاب

لم ترغمني كل يوم على شرب الآلاف من كؤوس ذكراك وأنت تعزف عن الشرب منها؟؟

أليست الذكرى مشتركة بيننا؟؟

ألم نعش بعض الأيام سوية؟؟

أنا الآن لا أدرك شيئاً عنك!

ولا أفهم شيئاً من طباعك

لكنني أعشقك كما أنت

أعشقك بتصنعك وصمتك وعذابك

أعشقك بطبعك العدواني وبأنانيتك وبغرورك

أعشقك ولا أتردد في قول أحبتك

أعشقك وكم أتمنى أن أراك يوماً وقد عدت ذلك الشخص الذي أعدت أن أسمع منه أجمل الكلمات

وكم أتمنى أن تأتي إليّ اليوم أو غداً

يا معذبي الوحيد يا من ملكت حياتي كلها دون أن تمنحني شيئاً لأملكه!

ألا ترغب في التنازل عن كبريائك هذا والتحدث معي؟؟

ألا ترغب في إسعاد طفلة صغيرة كان كل همها إرضاؤك؟؟

ألا تريد حقاً أن ترى ما خبأته لك؟

إني أؤمن بأنك لو كنت تعلم ما أعانيه من آلام دونك ما كنت لتفعل كل هذا

فتعالى إلي أرجوك من حيث ما تشاء

تعالى إلي مع أغاني الشتاء الحزينة

تعالى إلي مع قصائد الخريف

تعالى إلي مع أحزان تشرين

لأنني أنتظرك وسأبقى أنتظرك

وسأبقى أكتب كل يوم لك

وسأنتظر ذلك اليوم الذي سأقدم لك فيه كل كتاباتي

الأربعاء، 29 يوليو 2015



انها رائحة الطفولة دائما تنبعث من زوايا أيامنا وتحملنا إلى هديل مشاعر ينفثها ماض جميل 
كم مرة ذكرنا لعبنا ولهونا وصخبنا ونحن أطفال 
كم مرة ضحكنا ووقعنا في ذاك البستان ونحن نحاول ملاحقة الدجاجات
كم مرة تحلقنا في أمسية دافئة لننهي واجباتنا المدرسيه وبجانبنا كوب الشاي الساخن 


كثيرة هي المرات التي هربنا في ليلة صيفية مقمرة من فراشنا وتسللنا إلى سطح المنزل في بيتنا التحفنا السماء وتسابقنا لعد النجوم وتوسدنا الأحلام الكبيرة ...
كم مرة وقفنا أمام المرأة وحلمنا بأن نكبر 
كم كانت أحلامنا كثيرة دائما كنا نتكلم عنها للمدرسه ونشرحها بكل لهفة 


كم مرة دعوت أن تختارني المعلمة لإلقاء القصيدة 
أنا هنا حدق
أتذكر من أنا 
لا أعرف ما السر ولكن أغلب ذكرياتنا هي اللحظات الجميلة 
فتقريبا لا نذكر أبدا إن بكينا أو زجرنا احدهم عندما علا صرخنا في باحة المدرسه 
كم مرة نهرتنا أمنا عندما تركنا المكان يسبح بالماء ونحن نحاول الوضوء 
كم مرة نمنا مرعوبين من الامتحانات في الغد
كم مره جرحنا صديق أو فارقنا 
كم عشنا لحظات سوداء في ذاك الماضي


في أغلب الأحيان ما هو مؤلم يبقى ملهما لنا بل وقد نحب انكسارنا له 
فغياب الشمس لحظة توقظ الأحاسيس وتلهم الكائنات 

هيا لنتبرأ من ألم الماضي ونمسح ما تبقى من أوجاع داخلنا فالأوراق نمزقها عندما نودعها الألام
ولنسرد حكايتنا الجميلة بشوق ولهفة في دفاترنا بل ونسردها على أنفسنا و الأخرين قبل النوم 


لكل منا صندوق ذكريات يحتفظ فيه
بصورة صديق قديم 
بكلمة وداع من معلمته المحبة 
بهدية غالية 
بورقه كتب عليها عبارة 
أو ربما بحلم جميل ينتظر قدومه.
تُجسدها صور أو هدايا او أوراق 
كلها اشياء قد تبدو للبعض عاديه جداً
وللبعض الآخر هى لا تُقدر بثمن
ما أجمل الاحساس بالفرحهـ عندما نجد الصندوق بين كراكيب غرفتنا
وننسى كل شىء حولنا ونفحص الصندوق بعنايهـ ويخيب املنا عندما لا نجد المفتاح
ونحاول فتحه بكل الطرق وبعدما نفتحه ونرى محتوياتهـ ربما نبكى وربما نضحك
ينتابنا أحاسيس متناقضه لا يفهمها سوانا 
كم هو جميل ان نتذكر كل ما تاه بين السنين
ذكريات بالنسبة لنا هى الاقيم
فهى فعلا لا تقدر بثمن
لحظات عشناها وقلوبنا يملأها 
الإحساس بالحب
إحساس بالفرح
إحساس بالأمان
إحساس بالاحتواء
فلنمنح حياتنا فرحه جديده
ولنرسم على شفاهنا بسمة رقيقه
ولننسى همومنا ليوم واحد
نعيشه كما كنا اطفال
ببراءة وجنون وحب ربما يعود لنا ما ضاع منا واصبح حبيس الصندوق

قد لآ يقتلنيّ رحيلڪك !

بقدر م يقتلنيّ بقآئڪك معيّ

* بشڪل لآ يليق بـ البقآء

الثلاثاء، 28 يوليو 2015

الى كل انسان سئم الحياه وفقد الامل


الى كل انسان سئم الحياة وفقد الامل ..

ربما , تسالون انفسكم مليون مرة.. لماذا وصلنا الى الارض ,
اخرج الى اقرب طريق , تحت اشعة الشمس. . اشعر بحرارة الجو , فستجد نفسك تبحث عن الظل من جديد.
احمل اي طفل صغير يبكي , فستجد نفسك تحاول ان تهدء من روعه ليتوقف عن البكاء , ولن تبخل عليه ببعض المداعبات الانسانية , في محاولة لغرس الابتسامة على وجهه.
تنقلب الحياة , ويصل الليل..بحيث تملىء السماء نجوم صغيرة ناعمة , توقظ المشاعر , وتحلق في سماء الرومانسية , ومااجمل القمر , وسيلة اضاءة من الارقى في مساحات الكون.. 

فمن نحن ؟ نحن .. نقطة صغيرة امام ما يختبئ خلف ستارة اللا معلوم. فماذا نفعل ؟ هل نحزن ؟ نبكي؟ نموت؟ هل نعترض على الحياة , ونطلب من الله ان يعيدنا من حيث اتينا.. كل هذه تساؤلات قد تزور مظاهر حب الاستطلاع لدى كل انسان..
خذ شمعتك !!!!!!


ولكن حين تغادر الشمس يومنا , وحين يصل الليل, يحين موعد اغلاق العينين. وهنا ينهض الامل.. , الامل موجود , في كل زمان ومكان.
فمن يضمن لك ان تنهض في الصباح , فقد تكون تلك لحظاتك الاخيرة في الحياة المتحركة , ولكن الامل .. نعم انه هو , بكل معانيه , يصل ليلاطف احلامك , يجلس الى جانبك على السرير لينفخ بك الروح والاحساس..
كم من الصعب تسهيل الامور على مخلوقات الارض , ولكن لو نظرنا الى انفسنا , ورغم اننا نتقدم في السن , ورغم ملامح وجوهنا التي تتغير , الا ان الامل لا يزول من القلوب.
مع الامل , نعيش.. ونتحرك حسب الشعور , وحتى عندما نثور نشعر بان الحياة مركبة من عدة امور.. من الشمس التي تزورنا كل صباح والقمر الذي يسهر فوق اجسادنا لنرتاح..
فسبحان الله ..

وبما ان رب هذه الارض , لم يحرمنا من النور ولو في لحظة واحدة , فهل نحن المخلوقات البشرية اللطيفة, يجب ان نفقد الامل يوما ما. ان نطفئ الشمعة التي تسكن في ارواحنا.
فهل نفقد الامل , لمجرد اننا ابتعدنا عن حلم كان من بين الامال التي بنيناها؟ وهنا يصل الاحساس الاكبر على سطح الارض . انه الشعور بالامل. ان الامل لا يزول. كل انسان بامكانه ان يحقق ما يريد من خلال تمسكه بالحياة. صحيح نحن على الارض سنزول يوما ما كما سبقتنا الملايين من الكائنات. ولكن عندما نتحد الفشل , وعندما ننظر الى السماء , ونصوب راسنا الى الاعلى ونلتف كما تدور الارض حول نفسها

.. فاذا كان بداخلك نقطة امل قد تذوب.. اخرج ودع اشعة الشمس تحرقك.. في ذلك الوقت تكون قد ايقنت ان الحياة متعة يجب ان نحياها. قف على قدميك واخطو نحو اقرب طريق , اجلس على الارض واحمل بين يديك القليل من التراب.. امسحه على وجهك.. وستجد نفسك تتمسك بالحياة اكثر من اي وقت مضى. فيوما ما قد لا نكون.. ولكن ارواحنا ستحوم فوق مشاعرنا وهي ترفرف باجنحتها الخيالية لتنير لكل واحد منا شمعة. الحياة جميلة لا تخسرها...

عندما يخذلون احساسك الجميل..ويكسرون احلامك بقسوه..ويرحلون عنك كالايام..كالعمر..
وينبت في قلبك جرح باتساع الفراغ خلفهم..ثم تأتي بهم الايام اليك من جديد..
فكيف تستقبل عودتهم.. 

وماذا تقول لهم ؟؟


قل لهم:
إنـك نسيتهـم .. وأدر لهـم ظهـر قلبـك , وأمـض ِفـي الطـريق المعاكـس 
لهـم فربما كان هناك..فـي الجهة الأخرى..أناس يستحقونك أكثـر منهـم



قل لهم:

إن الأيـام لا تتكـرر .. وإن المـراحـل لا تعـاد .. وإنـك ذات يـوم .. خلفتهـم
تمـامـاً كمـا خلفــوك فــي الـوراء وإن العـمـر لا يعـود إلــى الــوراء أبــداً


قل لهم:

إنك لفظت آخر أحلامك بهـم .. حين لفظت قلوبهـم .. وإنك بكيت خلفهـم 
كثيـراً حتـى إقتنعـت بمـوتهـم وإنـك لا تملـك قـدرة إعادتهم إلـى الحياة 
فــي قلبــك مــرة أخــرى بعــد أن إختــاروا الـمــوت فيــك .


قل لهم:

إن رحـيلهــم جعلـك تعـيـد إكتشاف نفسـك .. وإكتشـاف الأشيـاء حولـك
وإنـك إكتشفــت أنهـم ليـسـوا آخـر المشـوار .. ولا آخـر الإحساس .. ولا
آخـر الأحـلام .. وأن هنـاك أشيـاء أخــرى جـمـيلـة .. ومـثيـرة .. ورائعــة
تـستـحــق عـشــق الـحـيــاة وإسـتـمــراريـتــهــا .




قل لهم:

إنـك أعـدت طـلاء نفـسـك بعـدهـم .. وأزلـت آثـار بصمـاتـهـم مـن جـدران 
أعماقـك .. وأقتلعـت كـل خناجـرهم من ظهرك وأعدت ولادتك مـن جديـد
وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهـم بك ، وإن مساحتك النقيـة 
مـــا عـــادت تـتـســع لـهـــم .


قل لهم:

إنك أغلقت كـل محطات الإنتظار خلفهـم .. فلـم تعـد ترتـدي رداء الشـوق
وتقـف فـوق محطـات عودتهـم .. تترقـب القـادميـن .. وتدقـق في وجـوه 
المسافريـن .. وتبحث في الزحام عـن ظلالهـم وعطـرهـم وأثـرهـم عـل 
صـدفــة جـمـيـلــة تـأتــي بـهــم إلـيــك .



قل لهم:

ان صـلاحيتهـم إنتهت .. وأن النبض في قلبك ليس بنبضهم .. وأن المكان 
فـي ذاكرتك ليس بمكانهم .. ولم يتبق لهم بك سوى الأمـس .. بكل ألم 
وأســى وذكـــرى الأمـــس .





قل لهم:

إنـك نزفتهـم في لحظـات ألمـك كدمـك .. وإنـك أجهضتهـم فـي لحظـات 
غيابهـم كجنيـن ميـت بداخلـك .. وإنـك أطلقـت سراحهـم منـك كـالطيـور
وأغلقـت الأبـواب دونـهـم وعـاهـدت نفسـك ألا تفـتـح أبـوابـك إلا لأولئـك 
الــذيــن يسـتـحـقـــون .



قل لهم:

إن لكـل إحسـاس زماناً .. ولكل حلم زماناً .. ولكـل حكايـة زمانـاً .. ولكـل 
حزن زماناً .. ولكل فـرح زمانـاً .. ولكل بشـر زمانـاً .. ولكـل فرسـان زمانـاً
وإن زمنهـم إنتهـى بــك منـذ زمــن .



قل لهم:

او لحظه

لا تقل لهم شيئا .. إستقبلهم بصمت فللصمت أحيـاناً قـدرة فائقـة علـى 
التعبيـر عمـا تعجـز الحـروف والكلمـات عـن تـوضيحــه .


دع دموعك تتكلم.... وصمتك يعاقب....



عندما تختفي كل كلمات الحب والصداقه
وتنهدم جسور المحبه..
ولا تشعر سوى انك كنت تبني صداقه ع رمال الشاطي فبإمكآن موجه تسحقها بسهوله..!
ولا يعطوك الفرصه للدفاع عن حصونك..
او يعطوك فرصه للتمسك بهم..
ربما لانك قد كنت مجرد سحابه عابره بحياتهم..
وهم كانوا بالنسبه لك صداقه حاولت ان تبنيها بحب
عندما تمسك [ .. القلم .. ] وتبدأ تخط ما يجول في خاطرك
وترتب أفكارك .. 
ترآ أن القلم من الحزن قد سآل حبره ..
فتتألم لما أصابـهـ 
فتتركه وتبحث عن قلم أخر فتجد أن كل الأقلام قد ضاعت وتسارعت بالهرب ..
أتدري لماذا !ٌ
لآنها ملتّ من كثرة الكتابه ووقف نبض حبرها عن العطاء 
وانت ما زلت تكتب وتخط وتملأ صفحات آلامك بدم قلمك ..
فتذهب لتنحت آلامك وأحزانك على رمال الشاطئ وفجأه ترى 
بإن أمواج البحر قد محت ما نحتته يداك .. 
فتعود إلى الوراء خطوه لتعيد الكتابه ..
ولكن ما زالت أمواج البحر تقترب لتمحيه 
أتعلم لماذا..! 
لأن كلاً منا رمـى بهمومه لـشطآن البحر وقد ملت أمواجه من قراءتها

هل سأنساكـــ,,؟






ما زلت أتذكر ذلك اليوم جيدا,,
في حديقة المنزل,, جلسة مسائية,,
صغيرة عوَدني على اللعب معه,,يمسك يداي,, ويطلب مني أن أضع قدماي على قدميه,,
ثم يخطو,, نخطو معــاً
مستمتعة جدا,,
كأنه يقول لي " أنا معك في كل خطوة.."
ستبقى خطواتنا معا يا أخي,,أعدكــ بذلك
سأخطو لأجلك,,يا Mary



وأجعلك فخورا بي.